Sunday 3 April 2011

أعلام مقدسية - موسى فيضي العلميّ

المصدر: مجلة عين على القدس- مؤسسة القدس الدولية- السنة الخامسة- العدد 50 يونيو-يوليو 2007م




 (1897-1984)
 موسى فيضي العلميّ هو سليل آل العلميّ الذين يعود بهم النسب إلى الحسن بن فاطمة الزهراء –رضوان الله عليهما-، وموسى فيضي هو ابن فيضي العلميّ أفندي، رئيس بلديّة القدس المتوفّى سنة 1924م، وجدّه هو أحد أعيان القدس البارزين في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ومن آثاره المصنّفة كتاب: "فتح الرحمن لطالب آيات القرآن" المطبوع في بيروت.
  وُلد موسى قيضي العلميّ عام 1897م على الأرجح، في بيت المقدس ودرس فيها علومه الأولى، وقد تلقّى دروساً في "المدرسة الدستوريّة" بالقدس لمؤسّسها خليل السكاكينيّ وأمضى فيها سنتين، ومنها انتقل إلى كليّة "الفرير" بالقدس وقضى على مقاعد الدراسة ثلاث سنوات، وبعد نشوب الحرب العالميّة الأولى دخل الجنديّة، وتنقّل بين دمشق وإسطنبول، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها قصد جامعة "كامبردج" في بريطانيأ حيث درس الحقوق (1919-1922)، وكان اول شابٍ فلسطينيّ يدخل تلك الجامعة ويتخرّج فيها، ثمّ التحق بمعهدٍ مختصّ للحقوق وتخرّج فيه عام 1923م وعاد إلى فلسطين.
 في العام 1925م عُيّن العلميّ في وظيفة كبرى بدائرة النيابات العامّة بالقدس وأصبح سكرتيراً "للمندوب السامي البريطانيّ"، ويُقال غنّها أعلى وظيفة أُسندت لعربيّ في فلسطين، لكنّه استقال من منصبه سنة 1937م مع اشتداد النقمة على البريطانيّين، ولجأ إلى سوريّة ثمّ عاد إلى فلسطين عام 1940م.
عندما دعت بريطانيا إلى "مؤتمر فلسطين" في لندن عام 1939م كان العلميّ أحد أعضاء الوفد الفلسطينيّ المفاوض، ومع بداية الحرب العالميّة الثانيّة أُبعد موسى إلى العراق، وظلّ فيه إلى أن دخله الإنكليز عام 1940م، فسمحوا له بالعودة على فلسطين والإقامة في قرية "شرفات" التي يملكها آل العلميّ بالقرب من مدينة بيت لحم، إقامة جبريّة لمدة سنة، ثمّ عاد إلى القدس وزاول المحاماة.
مثّل موسى فيضي العلميّ عرب فلسطين في اجتماعات جامعة الدول العربيّة التأسيسيّة عام 1940-1945م، وأصبح عضواً في للجنة العربيّة العليا عام 1945م لمدّة قصيرة، ثمّ عمل في السياسة بعد عام 1948م، ثمّ اعتزل الحياة السياسيّة ولتزم مزرعته في أريحا، إلى أن توفّيَ عام 1989م، تعرّض خلالها لأكثر من عشر محاولاتٍ لاغتياله.
 ويُنسب للعلميّ أنّه اقترح في 1 تشرين أول 1944م تأسيس صندوق قوميّ عربيّ عام تشترك فيه جميع الأقطار العربيّة وتشرف على إدارته، فتوقف للعرب أراضي فلسطين الباقية لتظلّ في أيديهم. من آثاره العلميّة: كتابٌ قيّم أسماه "عبرة فلسطين". طُبِع ثلاث طبعات في عام 1949م، وقد كتب عنه الكثيرون.
 ويؤخذ على العلميّ قبوله "الوظيفة" في الإدارة البريطانيّة، وصداقته لـ"تيدي كوليك" الذي أصبح رئيساً لبلديّة الاحتلال في القدس لكنّ المدافعين عنه يذكرون أنّ منصب "الإفتاء" نفسه كان يُعتبر ذلك "وظيفة"، وكان المندوب السامي هو الذي يختار من يريد لهذا المنصب من بين عددٍ من المرشّحين، وانّه تعاون مع الحاج أمين الحسينيّ أثناء ثورة 1936م، على الرغم من موقعه الوظيفيّ، وأنّه استقال من منصبه سنة 1937م ولجا إلى سوريّة، وأنّه كان يُعتبر خصماً لدوداً لرئيس بلديّة الاحتلال في القدس على الرغم من حرصه على التواصل معه.
 حياة موسى العلميّ أثارت جدلاً واسعاً، ويظهر أنّ الرجل قد تُجُنّيَ عليه، وقد بولغ في الأمور التي أُخذت عليه، وقد أثبت له الخصوم والمؤيّدون شدّة دفاعه عن فلسطين، ونزعة وحدويّة كبيرة، وقد ظلّ موسى فيضي العلميّ يُردّد على ما قبل وفاته مقالته الشهيرة: "إنّنا لن ننتصر على إسرائيل النصر النهائيّ حتّى ننتصر على أنفسنا".



No comments:

Post a Comment

شارك برايك