Thursday 31 March 2011

أعلام مقدسية - الشيخ أديب السرّاج



المصدر: "مجاهدون من فلسطين"، د. علي صافي حسين



 وُلِد الشيخ أديب السرّاج سنة إحدى وتسعين وثمانمائة وألف ميلاديّة، في مدينة القدس القديمة، بمنزلٍ في حيّ باب الواد شمال غرب المسجد الأقصى المبارك، وكان أبوه يشغل وظيفة إمام جامع عمر بن الخطّاب الكائن بجوار حارة النصارى بمدينة القدس.
 وكان الشيخ إبراهيم –رحمه الله- شديد العناية بتربية ابنه أديب، كثير الحرص على تنشئته تنشئة دينيّة، ومن ثمّ وجدناه يلحقه وهو لا يزال في صباه بالمدرسة الإسلاميّة بحيّ باب الساهرة الواقع في شمال شرق الصخرة المشرّفة، وفيها درس العلوم الدينيّة كالفقه والتفسير والحديث وعلم الكلام والتوحيد والعلوم اللغويّة كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع بالإضافة إلى اللغة التركيّة؛ ولكنّه لم يتمّ دراسته فيها إذ رأى والده أنْ يلحقه بالمعهد الأحمديّ في عكّا، وهناك أتمّ حفظ القرآن، وأتقن تجويده، واستظهر بعض كتب الفقه على مذهب أبي حنيفة –رضي الله عنه- وحفظ طائفةً من الأحاديث الصحيحة ويُقال إنّه كان يحفظ ألفيّة ابن مالك في النحو، ومتن السلم في المنطق، ومتن الهداية في الفقه على المذهب المذكور.

وبعد أنْ قضى في المعهد الأحمدي بجامع الجزّار في مدينة عكّا نحو ثمانية أعوام عاد إلى القدس حيث ولّى منصب شيخ سدنة الصخرة المشرّفة، وبقِيَ يباشر مهام هذه الوظيفة حتّى سنة إحدى وعشرين وتسعمائة وألف (1921م)، حيث أصدر المجلس الإسلاميّ الأعلى قراراً بتعيينه رئيس هيئة الوعظ بالمسجد الأقصى، وبقِيَ يباشر مهام منصبه ذاك حتّى نُقِل إلى المحكمة الشرعيّة بالقدس القديمة، ولكن عمله هذا الأخير لم يمنعه من مواصلة دروس الوعظ والإرشاد في المسجد الأقصى إذْ بقِيَ يجلس بعد صلاة العصر من كلّ يومٍ قرب بئر الأرواح بداخل المسجد الأقصى للوعظ والتدريس.

وقد حضرت عليه في صيف عام 1935م، وكنت لا أزال في عهد الصبا فأفدت منه كثيراً في الفقه والحديث، وكان الناس وقتذاك يصفونه بالعمق في العلم والغزارة في الحفظ والوضوح في الشرح وقّوة التأثير في الوعظ والإرشاد.
 وقد استهلّ –رحمه الله- جهاده في سبيل تحرير بلاده من الانتداب البريطانيّ والمحافظة عليها من العدوان الصهيونيّ، بتلك الخطبة المثيرة التي ألقاها في جموع المصلّين إثر صلاة الجمعة من شهر أيّار (مايو) سنة إحدى وعشرين وتسعمائة وألف (1921م) في مسجد الصخرة المشرّفة، وذلك إثر قيام بعض الصهاينة بقيادة فلاديمير جابوتنسكي بالهجوم على بعض حوانيت العرب في حيّ الباشورة الواقع بجوار حارة اليهود.

وقد أثار الشيخ أديب حماس المصلّين فخرجوا من المسجد غاضبين ثائرين على أولئك الصهاينة المعتدين، فاتّجهت جماعات منهم، وكان في مقدّمتهم الشيخ أديب، نحو حيّ الباشورة، لينطلقوا منه إلى حارة الصهاينة، فاعترضهم الإنجليز الذين جاؤوا للمحافظة على الصهاينة من غضبة جماهير العرب الثائرين، ولم يكونوا وقتذاك يحملون سوى العصيّ، ومع ذلك فإنّهم لم يرهبوا رصاص الإنجليز ولا خافوا بنادقهم، بل اندفعوا نحو حارة اليهود في غضبة عارمة الأمر الذي جعل الإنجليز يمطرونهم بوابلٍ من الرصاص فاستشهد بسبب رصاص الإنجليز الآثمين نحو ثمانية أشخاص وجُرِح نحو خمسة وعشرين بجراحات مختلفة.

ثمّ قُبِض على الشيخ أديب وبعض رفقائه وأودِعوا في القشلاق بقلعة القدس. كما اعتقل الإنجليز عدداً من الصهاينة وفي مقدّمتهم جابوتنسكي. ثمّ أصدر المندوب السامي أمره بالإفراج عن جابوتسكي وجميع الذين اعتقلوا معه من الصهيونيّين من غير محاكمة على الرغم من أنّهم كانوا هم البادئين بالعدوان، فاتّخذ من ذلك موسى كاظم حجّةً للمطالبة بالإفراج عن الشيخ أديب وأصحابه.
 وقد استجاب المندوب الساميّ لهذا الطلب فأمر بالإفراج عنهم متظاهراً بالمساواة في الإجراءات بين العرب واليهود.
 وفي سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة وألف (1922م) عاد الشيخ أديب إلى إثارة الجماهير ضدّ الصهاينة والبريطانيّين، حيث خرج إثر صلاة الجمعة من أيّام شهر نيسان (أبريل) على رأس جمهرة المصلّين واتّجه بهم إلى سراي الحكومة للاحتجاج على جلب الحكومة البريطانيّة بضعة آلاف من الصهاينة المهاجرين من أوروبا إلى فلسطين في ذلك الحين، وقدّم على المندوب السامي مذكّرةً وقّعها معه وجهاء مدينة القدس للمطالبة بوقف الهجرة الصهيونيّة والعمل على استقلال البلاد.
وفي سنة 1929م كان الشيخ أديب أحد زعماء الثورة التي اندلعت شرارتها من المسجد الأقصى في تلك السنة، ضدّ الصهاينة والبريطانيّين والتي عمّتْ جميع قرى ومدن فلسطين.
 ويُقال إنّه كان مع الشيخ مهدي حسين، خرج هذا الأخير على رأس جمهرةٍ من المصلّين في أثناء تلك الثورة لمهاجمة الصهاينة عن طريق حارة المغاربة.
 وقد ظلّ –رحمه الله- يشارك مشاركة فعليّة في جميع الثورات والمظاهرات الوطنيّة حتّى انضوى جنديّاً تحت لواء الشيخ سعيد العاص في ثورة 1936م بصحبة السيّد عبد القادر الحسينيّ.
 وقد خاض –رحمه الله- مع الشيخ سعيد العاص معارك كثيرة ضدّ المستعمرات الصهيونيّة والمعسكرات البريطانيّة، أذكر منها على سبيل المثال معركة وادي السرار ودير الشيخ وشعفاط، ومعركة حسّان المشهورة التي وقعت في أخريات شهر أيلول (سبتمبر) سنة 1936م، وهي التي أصيب فيها الشيخ أديب السرّاج بنحو خمس رصاصات رماه بها أحد الجنود البريطانيّين فاستقرّ بعضها في جوفه وبعضها الآخر في رأسه فوقع على ثرى الوطن المقدّس مخضّباً بدمه الشذى ثمّ لحقت روحه بأسلافه المجاهدين من رجال الدين المخلصين في جنّات النعيم.

Wednesday 30 March 2011

نص البيان الختامي لمؤتمر القدس السادس في الدوحة

المصدر: مؤسسة القدس الدوليّة- الدوحة:


 

 

البيان الختامي
لمؤتمر القدس السنوي السادس في قطر


بسم الله الرحمن الرحيم

في رحاب دولة قطر، صاحبة الدور الرائد في تعزيز العلاقات العربية والإسلامية، وفي لم شمل الأمة وقواها وقياداتها، وحل خلافاتها، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، وفي جوٍ من الشعور بأهمية جمع الأمة بكل أطيافها على قضيتها الأساس فلسطين، ودرّتها القدس، عاصمة فلسطين، وخصوصاً بعد تصاعد الاعتداءات على مقدساتها، وانتهاك حرية أهلها، وتكثيف العمل على تهويدها، انعقد مؤتمر القدس السنوي السادس ما بين 12 إلى 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2008م، الموافق 13-15 شوال 1429 هـ في العاصمة القطرية- الدوحة، بحضور نحو 400 شخصية من مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية والشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس.

واستمع المؤتمر في يومه الأول إلى كلمة رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية العلاّمة الدكتور يوسف القرضاوي، وعدد من قيادات الأمة ورموزها، وذكر المؤتمر بإجلال وإكبار الشيخ المرحوم عبد الله الأحمر ودوره الكبير في المؤسسة، وما بذله في سبيل القدس وفلسطين. كما هنأ المؤتمر الدكتور محمد هداية نور وحيد على انتخابه نائباً لرئيس مجلس الأمناء. وناقش المؤتمر في جلساته المتتالية جملة تقارير قدّمها رئيس مجلس الإدارة وأعضاؤها، والأمين العام في مؤسسة القدس، وأعضاء الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس، ورؤساء الفروع ومندوبيها؛ حول المشاريع المنجزة في القدس للعامين 2007/2008، وناقش المؤتمر تقدُّم الوضع الإداري في المؤسسة وفروعها والروابط التي أطلقتها، ولا سيما رابطة شباب لأجل القدس، إضافة إلى سبل تطوير آفاق الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس، كما بحث المؤتمر باهتمام واقع الحفريات في القدس، ولا سيما تحت المسجد الأقصى، وواقع المقدسات المسيحية، وخطورة التهويد المستمر، وسبل دعم صمود المجتمع المقدسي.

وقد أكدّت كلمات الجلسة الختامية التي تناوب على الكلام فيها، حشد من الشخصيات الاعتبارية على مستوى الأمة، أن الدفاع عن القدس، حاضنة الإرث الثقافي الإنساني، هو واجب الأمة جمعاء، وواجب أحرار العالم كافة، فضلاً عن كونه فريضة دينية وقومية وإنسانية، من أجلها ترخص كل التضحيات، وتـُتجاوز كل الخلافات.

وقد نبّه المؤتمر إلى وجوب احترام كرامة الإنسان الفلسطيني وحقوقه المشروعة، التي تكفلها جميع الشرائع والقوانين، كما أكد على ضرورة استنفار الهمم لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخصوصاً المسجد الأقصى المبارك، ومواجهة مخططات السيطرة على أجزاء منه، والتدخل المباشر فيه، وإعاقة حرية الوصول إليها وإقامة مدينة يهودية بموازاة البلدة القديمة للقدس يكون مركزها المسجد الأقصى. ولذلك فقد حذر المؤتمر من أننا أصبحنا في مرحلةٍ حاسمةٍ من تاريخ الصراع على القدس، وأن ما يحصل الآن، أو ما سيحصل في الأعوام القليلة المقبلة من شأنه أن يحسم مصير المسجد الأقصى. لذا فإن الجماهير والحكومات العربية والإسلامية مدعوة للتحرك دفاعاً عن قبلتها الأولى، كما أن المطلوب من الحكومات العربية والإسلامية أن تعطى هذه المسألة ما تستحق من أولوية، وألا تتعامل معها وكأنها شأن داخلي فلسطيني، وأن تقوم المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الروحي والحضاري والثقافي، والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بما يفرضه عليها الواجب إزاء هذه القضية الأساس.

ولقد تدارس المؤتمر تقارير إنجاز مؤسسة القدس الدولية، ورأى أن المؤسسة قد تمكّنت -بحمد الله عز وجل- على مدى 7 سنواتٍ أن تقوم بجهود طيبة، حتى أصبحت اليوم إحدى المرجعيّات الأساسيّة لمدينة القدس في العالم العربيّ والإسلاميّ، وأنها حققت منذ مؤتمرها الخامس في الجزائر قبل 18 شهراً وحتى اليوم، جزءاً كبيراً من الأهداف التي وضعتها نُصب عينيها في مجالات؛ الدعم والتمويل (مشروعات القدس)، والإعلام والمعلومات، والعلاقات والتعاون، والحشد وتجميع الجهود، بالرغم من إدراكها أنّ حجم قضية القدس كبير لدرجة أنه يحتاج إلى تضافر جهود كل المؤسسات والشعوب والحكومات. وقد دعا المؤتمر إدارة المؤسسة للعمل على تفعيل فروع مؤسسة القدس وتطويرها، وفتح فروع جديدة، حتى تتمكن المؤسسة من تحقيق أهدافها الطموحة. وأكد المؤتمر على ضرورة تفعيل دور أعضاء مجلس الأمناء.
وبعد مناقشات موسعة أصدر المؤتمر جملة القرارات والتوصيات الآتية:

أولاً: يشكر المؤتمر لدولة قطر، أميراً وحكومةً وشعباً، رعايتها السامية واستضافتها المميزة لمؤتمر القدس السادس، وينوه بالجهد الكبير الذي بذلته الحكومة القطرية، في مجالات الإدارة والتنظيم والضيافة.

ثانياً: يقدر المؤتمر عالياً التجاوب مع مشروع "وقف الأمة لبيت المقدس"، الذي أطلقته المؤسسة في مؤتمرها الرابع في اليمن، والذي أثمر حتى الآن مشاريع كبرى قيد الإنجاز في كل من اليمن والبحرين والجزائر ولبنان، بتمويل من عدد من الحكومات والمؤسسات العربية، كما يشكر مبادرة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على وضعه الحجر الأساس لمشروع برج القدس الخيري في قطر. ويدعو المؤتمر إدارة مؤسسة القدس إلى إعداد منظومة عمل متكاملة في كيفية إنشاء "وقف بيت المقدس" وإدارته ومتابعته.

ثالثاً: يؤكد المؤتمر على أن أمتنا ما تزال تنبض بالخير، والعطاء، وأن أمسية القدس الخيرية، التي أقيمت في أثناء المؤتمر والتي افتتحت بتبرع كريم من سمو أمير قطر، والتي زاد مجموع تبرعاتها عن 17 مليون دولار، كانت نموذجاً لهذا الخير، الذي يحتاج منا إلى مجهود أكبر لتشجيعه وتوظيفه بالشكل الصحيح لخدمة القدس وقضية فلسطين.

رابعاً: أخذ المؤتمر علماً بالإنجازات المهمة التي حققتها مؤسسة القدس في الفترة التي تلت المؤتمر الخامس وحتى الآن، (نيسان/أبريل 2007 – تشرين الأول/أكتوبر 2008) وقد شمل ذلك إنجاز خمسة مشاريع للحفاظ على المقدسات، وخمسة مشاريع تعليمية وأربعة مشاريع صحية وثلاثة مشاريع للإسكان والأراضي فضلاً عن عدد من المشاريع العامة من أنشطة صيفية وكفالة أسر وطباعة مصاحف وغيرها، وهي مشاريع بلغت قيمتها أكثر من ثمانية ملايين دولار. وقد حيّا المؤتمر الأخوة المسؤولين والعاملين في المؤسسة على هذه الإنجازات، داعياً إلى المزيد من العمل الجاد دعماً للقدس وأهلها.

خامساً: اطلع المجلس على أنشطة مؤسسة القدس الدولية، والشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس في الخارج، بما في ذلك إصداراتها وحملاتها الإعلامية والثقافية وأنشطة المكاتب الخارجية وافتتاح فرعي سورية ومصر، وإقامة المؤتمرات والملتقيات وعلى رأسها ملتقى القدس الدولي، ونوه المجلس بالدور المميز الذي يقوم به الأمين العام ومجلس الإدارة والموظفون في سبيل إنجاح عمل المؤسسة وتحقيق أهدافها.

سادساً: لقد شكّل الإعلان عن القدس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2009، تحدياً حقيقياً أمام الأمة العربية، بكل أطيافها ومكوناتها، الرسمية والشعبية، إذ أضحت الأمة أمام اختبار عملي تترجم فيه تقديرها للقدس، وتثبت من خلاله أنها أمة تستحق القدس، وأن القدس عاصمة عالمية لحوار الثقافات، ولقيم الخير والتسامح والعطاء. لذا فإن المؤتمر يدعو إلى تنظيم أوسع الفعاليات الثقافية الرسمية والشعبية، وإلى أكبر مشاركة في هذه الفعاليات، التي ستقام في مختلف العواصم العربية من أجل القدس.

سابعاً: يدعو المؤتمر الأمة العربية والإسلامية وحكامها إلى تحدي الخوف وكسر الحصار الظالم على فلسطين وعلى قطاع غزة بصورة خاصة، ومساعدة الشعب الفلسطيني على تخطي حالة الانقسام الخطير التي يعانيها، لما لذلك من أثر بالغ على القضية الفلسطينية عموماً وعلى القدس خصوصاً. ويدعو المؤتمر في هذا المجال إلى مبادرات طيبة، ومؤتمرات للمصالحة، لرأب الصدع وإنهاء الانقسام.

ثامناً: يستنكر المؤتمر الحفريات الجارية تحت المسجد الأقصى، ولا سيما في المنطقة الجنوبية والغربية منه، إضافة إلى الاعتداء على مقبرة الرحمة، شرقي المسجد ومحاولة فرض الطابع اليهودي عليها، والتدخل المباشر في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية وفي حركة المصلين. ويدعو المؤتمر الجماهير العربية والإسلامية إلى تكثيف تحركها لمناصرة القدس، كما يدعو الحكومات العربية والإسلامية للعمل وفق استراتيجية واضحة، يكون فيها المس بالثوابت الفلسطينية وعلى رأسها قضية القدس وهويتها ومقدساتها، وخصوصاً المسجد الأقصى خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه.

تاسعاً: يدعو المؤتمر المجالس النيابية العربية والإسلامية لتشكيل لجان للقدس وفلسطين، وتفعيل دور هذه اللجان، للقيام بما يتناسب مع حجم المخاطر التي تحيق بالقدس وفلسطين. كما يدعو المؤتمر السلطة الفلسطينية إلى مواجهة ما يجري في القدس والمسجد الأقصى، و إلى وقف اللقاءات والاجتماعات مع الجانب الإسرائيلي، بعدما أثبتت التجربة عدم جدواها.

عاشراً: يؤكد المؤتمر على ما ورد في إعلان اسطنبول التاريخي، الصادر في 17 تشرين ثاني/ نوفمبر 2007، ولا سيما إدانة الممارسات الاستيطانية العنصرية التي تستهدف محو معالم القدس وتهويدها، كما يؤكد المؤتمر على حق العودة للاجئين والنازحين والمهجرين باعتباره حقاً لا يمكن المساومة عليه أو التنازل عنه، وعلى وقف كل أشكال التطبيع مع الصهاينة، وإلى إطلاق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأن تتحمل جامعة الدول العربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمم المتحدة مسؤولياتها في هذا الإطار.

حادي عشر: يدعو المؤتمر كافة جهات الاختصاص والقطاعات المهنية والأكاديمية للقيام بدورها في دعم صمود أهلنا في القدس، وثباتهم على أرضهم، والمحافظة على هوية القدس وتراثها الحضاري؛ وينوه إلى الأدوار الكبيرة المنشودة من العلماء، والحقوقيين، والإعلاميين، والتربويين، والأدباء والكتاب، والمؤرخين، ومؤسسات المجتمع المدني، حتى تكون قضية القدس حاضرة على جميع المستويات الشعبية والمنابر الدولية، وفي مناهج الدراسة والتعليم.

ثاني عشر: يشيد المؤتمر بالأفكار والمشاريع المقترحة التي قدمها المشاركون، والتي ستسعى مؤسسة القدس والشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس لتضمينها في خطتها وتنفيذ كل ما يمكن منها على الأرض، بما في ذلك مشاريع إسكان أهل القدس، والمشاريع الصحية والتعليمية ومكافحة التهجير والآفات الاجتماعية، ومعالجة البطالة .. وغيرها.

ثالث عشر: يدعو المؤتمر إلى مزيد من تفعيل تنسيق الجهود بين الهيئات والمؤسسات العاملة لأجل القدس في الداخل والخارج، ليتم حشد الطاقات وتوجيه العمل ومنع التعارض ، ليصل إلى أقصى درجات الكفاءة والفعالية والإنجاز.

رابع عشر: إن القدس رمز لإجماع الأمة وإن نجاح المواجهة مع الاحتلال الصهيوني يحتاج إلى وحدة الأمة، خصوصاً أن مواجهة هذا الاحتلال الخطير يعدّ نقطة إجماع بين العرب والمسلمين، وبالتالي فإن الخلافات السياسية والدينية والمذهبية يجب أن تتراجع إلى مرتبة ثانوية من أجل مواجهة الاحتلال وغطرسته.

خامس عشر: يوجه المؤتمر تحية للشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة في التصدي للاحتلال الصهيوني، كما يوجّه التحية للأسرى في سجون الاحتلال. كما يحيي صمود أهلنا في فلسطين المحتلة سنة 1948 ودورهم في الحفاظ على المقدسات ووقوفهم في وجه الممارسات الصهيونية العنصرية.

ومعا بإذن الله من أجل القدس... نحميها معاً، ونستعيدها معاً

Tuesday 29 March 2011

البيان الختاميّ للحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009م

المصدر: دمشق- موقع مدينة القدس:




بسم الله الرحمن الرحيم

قرارات الاجتماع التأسيسي للحملة الأهلية
لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009م

صباح يوم الخميس 3/7/2008م وفي قاعة الأمويين بفندق الشام في العاصمة السورية دمشق، عاصمة الثقافة العربية للعام 2008، التأَمت أعمال الاجتماع التأسيسي للحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، بمشاركة أكثر من ستٍّ وأربعين من الهيئات والاتحادات والنقابات ذات الامتداد العربي والإسلامي، إضافة إلى عددٍ من الشخصيات الدينية والثقافية والأكاديمية والإعلامية والفنية من أكثر من ثلاث عشرة دولة.

وامتدّت أعمال الاجتماع على مدار يوم كامل جرت فيه عدة جلسات، وتوصّل المجتمعون إلى القرارات التالية:

1- إطلاق الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009م.
2- اعتبار المشاركين في هذا الاجتماع أعضاء في الهيئة التأسيسية للحملة.
3- التوافق على اختيار هيئة رئاسة للحملة تتشكّل من الأستاذ الدكتور إسحاق أحمد فرحان من الأردن رئيساً للحملة وكلاً من الأب الدكتور أنطوان ضو (لبنان)، والدكتور الصديق المجتبى (السودان)، والأستاذ أحمد عبد الكريم (سورية) نواباً للرئيس.
4- التوافق على اختيار لجنة تحضيرية برئاسة الدكتور محمد أكرم العدلوني الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية، وبعضوية عشرين هيئة ومؤسسة وشخصية، على أنْ تختار هذه اللجنة لاحقاً خمسة إلى سبعة شخصيات مكملة للجنة.
5- إقرار أعمال المكتب التنفيذي المؤقت الذي وضع التحضيرات اللازمة لإطلاق هذه الحملة، ووَضْع بنيته بين يدي اللجنة التحضيرية لاستكمالها واعتمادها.
6- استعرضت الحملة المشاريع والبرامج والمبادرات المقدمة من المكتب التنفيذي المؤقّت وأبدت الملاحظات والمقترحات من خلال نقاشٍ مفتوح ومداولات معمَّقة جرت في ورش عملٍ متخصصة، على أنْ ترفعها إلى اللجنة التحضيرية للبتِّ فيها.
7- ترفع الهيئة العامة للحملة رئاسةً وأعضاءً أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لسورية قيادة وحكومة وشعباً لاحتضانها فعاليات إطلاق هذه الحملة.
8- أكّدت الهيئة العامة للحملة أنّ جهدها الأهلي والشعبي إنما هو جهدٌ مكمّل للجهود الرسمية التي تقوم بها مختلف الجهات الفلسطينية والعربية.
9- تهيب الحملة الأهلية لاحتفالية القدس بكافة رجال الأعمال والاقتصاد، والمؤسسات الراعية للثقافة والفكر، وعموم الهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية تقديم الدعم الكافي لتنفيذ المشروعات التي استعرضتها في اجتماعها.

Monday 28 March 2011

السلطات الإسلامية ترفض عرضاً ماسونياً لإعادة بناء الهيكل

المصدر: مجلة حضارة الإسلام 1969.

ذكر أمين القدس السيد روحي الخطيب في كلمته أمام المؤتمر الأول لمنظمة المدن العربية الذي عقد في بيروت، بعضاً من المطامع الصهيونية في القدس وادّعاءاتهم حولها، وفي هذا الصدد قال إن السلطات الإسلامية في القدس تلقت عرضاً من الحركة الماسونية الصهيونية لشراء قطعة أرض من الحرم الشريف لقاء "مبلغ مغر" بغية إعادة بناء هيكل سليمان عليها، وقال إن جواب السلطات الإسلامية كان رفضاً قاطعاً.
وقد ورد العرض الماسوني في هذه الرسالة التي نترجمها عن الإنكليزية:

مسجد عمر...
مجلس الإدارة...
مدينة القدس، إسرائيل...
سادتي

جدتي من مواليد عمان، الأردن، وأنا مواطن أميركي من أصل أيرلندي-أردني فخور جداً بكوني عربياً، وأنا أيضاً مسيحي. سأسافر إلى تل أبيب في 7 حزيران المقبل، أو حوالي 9 حزيران، سأصل إلى المدينة المقدسة، القدس، وآمل أن أتشرف بالاجتماع بكم سادتي في المعبد المقدس لمسجد عمر، وكنت كتبت منذ مدة رسالة إلى مسجد عمر، لكن يبدو أنها لم تصل إلى الأشخاص المعنيين.
سأحاول الآن أن أشرح لكم الخطوط العريضة لزيارتي، أولاً، زميلي أودي مورفي، وأنا،عضوان في المحفل الماسوني "قديمان، وحران ومعترف بنا ماسونياً". وأنتم تدركون أن هيكل سليمان كان المحفل الماسوني الأصلي والملك سليمان كان رئيس هذا المحفل، لكن الهيكل دمر العام 70 بعد المسيح، أنني أعرف أن مسجدكم هو صاحب الهيكل ومالكه القانوني، وأنه أقيم في المكان ذاته، إلى جانب الصخرة التي قدم عليها أبونا إبراهيم ابنه إسحق قرباناً للرب. وأنني أعرف أيضاً أنكم أنتم العرب، أبناء إسماعيل، قد حميتم هذه الصخرة عبر القرون، فلنقدم الشكر إلى الرب.
وإنني، كمسيحي وكعضو في الحركة الماسونية، أرأس جماعة في أميركا يحبون أن يعيدوا بناء هيكل سليمان من جديد، هذا هو اقتراحنا، إذا أعطى جامع عمر الأذن لمؤسستي، فسوف نجمع 100 مليون دولار في أميركا لهذه الغاية، أو المبلغ اللازم لإعادة بناء الهيكل، أن مسجدكم لن يفقد السيطرة على الهيكل أبداً. وعندما ينتهي بناء الهيكل، سيكرس للرب، للملك سليمان وللحركة الماسونية في العالم، وسيعطى لكم مجاناً، وإلى ذلك، وبإذن من مؤسستكم، سيمنح كل أخ ماسوني أسهم في إعادة البناء عضوية في المحفل الماسوني الأول لهيكل الملك سليمان في مدينة القدس، ومن المقدر أنه لن يزور الهيكل أحد منهم في حياته، لكن العضوية ستنتقل إلى أولادهم الماسونيين، والتي ستجدد سنوياً، وهذا يعني أن الهيكل سيتلقى ملايين عدة من الدولارات سنوياً، مما يكفي لحراسة المعبد والاعتناء بمسجد عمر وكل المؤسسات الخيرية التابعة له، وهذا يعني أن مسجدكم لن يحتاج إلى أية حملة تبرعات في المستقبل من الأعضاء، إنني لا أعرف أية مؤسسة دينية تستطيع العيش من دون أن تطلب من أعضائها التبرع المادي، لكنني أستطيع أن أؤكد لكم أن مؤسستكم إذا تعاونت معنا في إعادة بناء الهيكل، فسوف تصبح أغنى مؤسسة دينية على الأرض.
إذا أبديتم اهتماماً بهذا العرض- وليس لديكم ما تخسرونه بل كل شيء لتربحوه- فسنزودكم بالمال لتصرفوه في بناء الهيكل من قبل مقاولين من اختياركم، مع التفاهم المسبق على أن بعض أجزاء هذا الهيكل ستستعمل لأغراض ماسونية، أما بقية المبنى فستستعمل في الأوجه التي يراها مسجدكم مناسبة، لأن الهيكل سيكون ملكاً لكم، أنه لكم، نحن سنعيد بناءه لكم مجاناً، على كل حال، اقترح أن يستعمل جزء من الهيكل كمستشفى لأطفال القدس، عرب ويهود معاً، ومجاناً للفقراء منهم، وسيأتيكم من الأموال عند انتهاء بناء الهيكل عن طريق تجديد عضوية الأخوة الماسونيين سنة بعد أخرى، أكثر مما تستطيعون استعماله.
وعليكم أن تفهموا أنني سأكون ضيفاً على شعب إسرائيل، وكمواطن أميركي لا أستطيع أن أتورط في سياستكم المحلية، وسأقوم بتصوير فيلم سينمائي خلال أقامتي في الأرض المقدسة، ليعرض في المحافل الماسونية (فيلم ديني عن الأب إبراهيم، وإسماعيل ويعقوب، يصل حتى بناء المعبد) مع قصة ولادة المسيح حتى موته على الصليب.
سادتي، آمل أن تأخذوا هذه القضية بعين الاعتبار، وتبحثوها مع أعضاء مجلس إدارتكم قبل أن أصل إلى المدينة المقدسة، وآمل أن يمنحني أعضاء مجلس إدارة مسجد عمر الشرف العظيم لأخاطبهم شخصياً أثناء إقامتي القصيرة في المدينة.
وليباركم الله جميعاً أيها الأخوة
بإخلاص
فرايدي تيري
514، إيست هارفارد رود
بيدبانك، كاليفورنيا، القطاع 91501
ملحوظة:"كتبت على وجهي الورقة لأوفر ثمن طوابع"

Sunday 27 March 2011

وقفية صلاح الدين الأيوبي لآل الخالدي في القدس

المصدر: موقع عائلة الخالدي على شبكة الإنترنت:

استعاد السلطان صلاح الدين؛ والملقب بـ"قامع حملة الصلبان"؛ مدينة القدس وذلك في السابع والعشرين من شهر رجب من عام 583 هجرية، الموافق 1187م، ومن أهم المنجزات التي أحرزها هو تحرير وقفيته والتي عُرِفت فيما بعد باسمه.

وبعد ذلك ونتيجةً لتحرير مدينة القدس على يدَيْ صلاح الدين الأيوبي، وتسلّم الأيوبيين للحكم، بدأت تظهر أسلاف عائلة الخالدي في مدينة القدس ابتداءً بسعد الديري وتراجم للعديد من آل مخزوم، منهم من شارك بحملة السلطان صلاح الدين الأيوبي، مثل كاتبه المكنّى "بابن مريش" وهو القاضي صفي الدين أبو المجد عبد الرحمن بن علي بن عبد العزيز بن علي بن قريش المخزومي، الذي استُشهد بعكا يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة 586 هجرية ودُفِن بالقدس.

القدس تحت حكم الأيوبيين

الملك الناصر صلاح الدين1171-1192م
الملك عزيز عماد الدين1192-1198م
الملك منصور ناصر الدين 1198-1200م
الملك العادل سيف الدين1200-1218م
الملك الكامل ناصر الدين 1218-1238م
الملك سيف الدين أبو بكر 1238- 1240م
الملك صالح نجم الدين 1240-1249م
الملك تورانشاه 1250م
الملكة شجرة الدر1250م

وقفية صلاح الدين

تمّت صياغة هذه الوقفية في 17 رمضان سنة 590 هجرية وبأمرٍ من صلاح الدين الأيوبي، والتي تحمل اليوم اسمه، وبحضور قاضي القضاة صدر الدين آنذاك.  وقد أعيد تثبيت الوقفية في القدس لاحقاً بخطّ أبي العون الديري وأخيه الشيخ يحيى مع إثبات القاضي عبد القادر الشامي الخير الحريري، ومن حضر معهم من الشهود بتاريخ 18 ربيع الثاني981 هجـريـة.

والجدير ذكره أنّ هذه الوقفية تعتبر أساساً لجميع الأوقاف الإسلامية التي تلَت في القدس وفلسطين وفيها إقطاعات منحها السلطان لقادته، بعضهم مصريون جاؤوا معه بالحملة. ويمكن قراءة هذه الوقفية داخل المحكمة الشرعــية...

Saturday 26 March 2011

البعد الأكاديمي والمعرفي لبيت المقدس: التعريف بأركان الحقل المعرفي الجديد في العالم العربي

تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور/ صالح علي باصرة –وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية–، عُقِد في رحاب جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء/ الجمهورية اليمنية في 20 نوفمبر 2007؛ المؤتمر الأكاديمي الدولي الأول للدراسات الاجتماعية والإنسانية- البعد الأكاديمي والمعرفي لبيت المقدس: التعريف بأركان الحقل المعرفي الجديد في العالم العربي- والذي نظّمه مركز البحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالجمهورية اليمنية، ومركز دراسات بيت المقدس بمعهد آل مكتوم بجامعة أبردين بالمملكة المتحدة، وحضره عددٌ من السفراء العرب وممثليهم، وعددٌ من رؤساء الجامعات اليمنية، وعدد من العلماء والأكاديميين والباحثين من المملكة المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية العربية السورية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين، وجمع غفير من العلماء والأكاديميين والباحثين والطلاب والطالبات من داخل الجمهورية اليمنية والذين اكتظت بهم قاعة المؤتمر.

وهذا المؤتمر المشترك عن الجانب الأكاديمي والمعرفي لبيت المقدس في عاصمة الجمهورية اليمنية (صنعاء) هو الأول من نوعه في المنطقة العربية، بل إنّ مناقشة البعد الأكاديمي المعرفي لبيت المقدس كان الأول الذي يُطرَح خارج أوروبا من حيث الطرح الأكاديميّ البعيد عن التوجّهات السياسية والحزبية. كما أنّه يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية الجديدة لهذا لحقل المعرفي الجديد وأولوياتها، والمتمثّلة في "نقل" الحقل المعرفي لدراسات بيت المقدس إلى العالم العربي. وهدف المؤتمر كان تحقيق الرسالة المزدوجة للحقل المعرفي الجديد في المساهمة في تحقيق الوعي الحضاري الملتزم وبناء سقفٍ معرفي وتأصيل عمل أكاديمي مميز عن بيت المقدس، وتشجيع البحث العلمي وتهيئة واحتضان الطاقات البحثية العربية والمسلمة والعالمية المختصة والمهتمة ببيت المقدس ومساعدتها في إطلاق إمكاناتها. وتثبيتاً لأركان "المرجعية الأكاديمية المعرفية الحضارية الجديدة لبيت المقدس" التي تمكّن مؤسس الحقل المعرفي الجديد وطلبته من تأسيسها في السنوات الثلاث عشر الماضية (1994–2007) من خلال جملةٍ من النشاطات والفعاليات الأكاديمية المتميزة، وضمن برنامج عمله المتكامل عن بيت المقدس، وفي إطار التعريف بهذا الحقل المعرفي الجديد في المنطقة العربية، ولنشر المعرفة عن بيت المقدس في المنطقة العربية.

فمن المؤسف أنّ العرب والمسلمين على الرغم من حبّهم للمسجد الأقصى ولبيت المقدس، فإنّ حبهم هذا هو حب عاطفيّ تنقصه المنهجية في البحث والتمحيص وغير مبنيّ على منظومة معرفية متكاملة. ولا شكّ أنّنا –في القرن الواحد والعشرين- قد وصلنا إلى درجة التخمة من دغدغة العواطف والانحياز العاطفي، والانتصار بالانفعال والإثارة، أو البكاء على الأطلال، أو الإدانة والرفض الشامل المتشنج بالخطب الحماسية. ومن المؤسف -كذلك- أنّه لا توجد جامعة عربية أو مسلمة تدرّس هذا الحقل المعرفي الذي يُعرَف في العالم الغربي بدراسات بيت المقدس "Islamic Jerusalem Studies" والذي تُمنَح فيه درجتا الماجستير والدكتوراه من جامعة أبردين العريقة في المملكة المتحدة، أو حتى تطرحه مساقاً يتيماً يُدرّس في الجامعات العربية والمسلمة لطلبة البكالوريوس على الرغم من نصّ بيان دندي الذي صدر في ختام الندوة الدولية الأولى للدراسات الإسلامية، التي نظّمتها رابطة الجامعات الإسلامية ومعهد آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية في دندي في 18 مارس 2004م على أنْ "تعزّز رابطة الجامعات الإسلامية بشكلٍ عمليّ تطوير الحقل المعرفي الجديد لـ"دراسات بيت المقدس" ليكون مساقاً إجبارياً في مناهج كل الجامعات الإسلامية".

وفي الجلسة الختامية التي خصّصت للنقاش العام، أجمع المؤتمر على الدعوة التي أطلقها البروفيسور/ عبد الفتاح محمد العويسي (المقدسي) –مؤسّس الحقل المعرفي الجديد لدراسات بيت المقدس– في حفل الافتتاح الرسمي لمركز البحوث الاجتماعية والإنسانية -الذي سبق الجلسة الأولى للمؤتمر– والتي توجّه بها إلى "فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح –رئيس الجمهورية اليمنية– صاحب المواقف القومية والإسلامية المشرفة، وفي مقدمتها قضية بيت المقدس –مركز قوة العرب والمسلمين وعزتهم– لإصدار توجيهاته الكريمة –ومن خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية- بتدريس مساق دراسات بيت المقدس كمساقٍ إجباريّ على جميع طلبة وطالبات الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة". كما خرج المؤتمر بتوصية واحدة تتمحور في الآتي:

1. توجيه توصية إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية بالحاجة الماسة إلى طرح مساق دراسات بيت المقدس كمساقٍ إجباريّ على جميع طلبة وطالبات الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة.
2. توجيه توصية إلى اتحاد الجامعات العربية بالحاجة الماسة إلى طرح مساق دراسات بيت المقدس كمساق إجباري على جميع طلبة وطالبات الجامعات في الوطن العربي.

كما دعا المؤتمر إلى الاستفادة من الكتب الأكاديمية المعرفية التي أنتجها الفريق البحثي لهذا الحقل المعرفي الجديد، وبشكلٍ خاص الكتاب الهام والمميز "تقديم بيت المقدس" للمؤرخ العربي الفلسطيني البروفيسور/ عبد الفتاح العويسي (المقدسي) الذي كتبه بداية باللغة الإنجليزية ونشره الناشر الأكاديمي لمعهد آل مكتوم في بريطانيا عام 2005، ثم تُرجِم إلى اللغة العربية ونشرته دار الفكر العربي بالقاهرة عام 2006، وترجم –كذلك– إلى اللغة الفرنسية والماليزية وسيتمّ نشرهما في عام 2008، كأحد الكتب الرئيسة في تدريس هذا المساق المشار إليه.

صنعاء-الجمهورية اليمنية
20 نوفمبر 2007م

Thursday 24 March 2011

إعلان إسطنبول لنصرة القدس

المصدر: موقع ملتقى القدس الدوليّ:

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن المشاركون في ملتقى القدسِ الدولي باسطنبول تحتَ شعارِ "فَلْنَحْمِ وجهَ الحضارة"، والمنعقدِ في الفترةِ الواقعةِ بين 5-7 ذي القعدة 1428هـ الموافق له 15-17 تشرين الثاني 2007م، بحضورِ أكثرَ من خمسةِ آلافِ شخصية يمثلونَ العلماءَ ورجالَ الدينِ المسيحيين، والقياداتِ السياسيةِ والفكريةِ والثقافيةِ، وممثلي النقاباتِ ومؤسساتِ المجتمعِ الأهليّ، والأدباءَ والفنانين والإعلاميّين.
وبعد تدارسِ الأوضاعِ التي وصلتْ إليها قضيةُ الشعبِ الفلسطيني الرازحِ تحت الاحتلالِ، والصامدِ أمام محاولاتِ التهويدِ أو الاستئصالِ، والمكافحِ لاستعادةِ حقوقِه الإنسانيةِ والسياسية والذي يواجه حصاراً ظالماً مستمراً في قطاع غزة والضفة الغربية. وبعد التداول حول الاعتداءاتِ الخطيرةِ التي تتعرضُ لها الأماكنُ المقدسةُ المسيحيةُ والإسلامية، وخاصةً الحفرياتُ المتتابعةُ تحت المسجدِ الأقصى المباركِ والتي تهددُ بانهيارِه، والتي أكدها تقريرُ البعثةِ الفنيةِ التركية.
وبعد مناقشات تعرضت لمختلف أوضاع الأمة والمنطقة والعالم لا سيما أوضاع الدول العربية والإسلامية الخاضعة للاحتلال في العراق وأفغانستان والصومال.
وتوضيحاً للمبادئِ العامةِ المتعلقةِ بقضيةِ القدسِ وفلسطينِ تاريخياً وواقعاً، وبحقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية والسياسية، وبطبيعة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، نصدر الإعلان التالي:


 إعلان اسطنبول لنصرة القدس

السبت 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 م

الموافق 7 ذو القعدة 1428 هـ

1. القدسُ مدينةُ السلام، وملتقى الحضارات، والأرضُ المقدسةُ والمباركةُ التي بسلامتها تطمئنُ البشريةُ، وبالإعتداءِ عليها تشتعلُ النزاعاتُ والحروب؛ يجب أن تظلَ نموذجاً للتواصلِ الحضاري، ورمزاً لأسمى معاني التسامحِ والعدلِ والتعايشِ الإنساني.
2. إن القدسَ مدينةٌ عريقةٌ بناها اليبوسيون قبل أكثر من خمسةِ آلافِ عام وأسموها "أورسالم" (مدينة السلام)، وحافظ عليها أبناؤها الذين قَدِموا من جزيرةَ العرب. وعلى الرغم من أن أقواماً شتى توالَتْ عليها، فقد استمرَ وجودُ أهلِها الكنعانيين العرب والفلسطينيين، ومن لحق بهم من موجات القبائلِ العربية، وظلوا يعمرونها دونما انقطاع. فهم الذين أعطوا القدسَ هويتَها العربية، ولا يمكن منازعتُهُم في أيٍّ من حقوقِهِم فيها.
3. إن الاحتلالَ الصهيوني للقدسِ غربيِّها عام 1948 وشرقيّها عام 1967، هو احتلالٌ عنصريٌّ استيطانيٌّ إحلاليٌّ إرهابيٌّ ضد حركةِ التاريخ، يمثل ما تبقى من الظاهرة الاستعمارية التي قامت على الظلمِ والقهرِ واغتصابِ الحقوق، وهو احتلالٌ لا بد أن يزولَ عن القدسِ وفلسطينَ وعن الجولانِ ومزارعِ شبعا، كما يجب أن تزولَ كلُّ بقايا الاستعمار والاحتلال في العالم.
ولذا فإن على القِوى المناهضةِ للاستعمار والظلمِ والاحتلالِ دعمَ صمودِ الشعب الفلسطيني ومقاومته من أجل تحرير وطنه.
4. إن الصهيونية حركة عنصرية إرهابية. وسبق للجمعيةُ العامة للأمم المتحدة في قرارِها الشهيرِ أن قررت أن الصهيونيةَ شكلٌ من أشكال العنصرية، كما أكد ذلك مؤتمرُ ديربان سنة 2001م.
5. إن الممارساتِ الاستيطانيةِ العنصريةِ التي تستهدفُ محوَ معالمِ القدسِ، وانتهاكِ الحقوقِ الوطنيةِ والقوميةِ والدينيةِ لشعبِها الصامدِ، وذلك بإحاطتِها بأحزمةٍ وكتلٍ استيطانية، وخَنْقِها بالجدارِ العنصري، لتهجيرِ أهلها وعزلِها عن محيطِها الفلسطيني، كلُّها محاولاتٌ مرفوضةٌ ومدانة.
6. إن الاعتداءاتِ الخطيرةَ على المقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ، لا سيما المسجدَ الأقصى المبارك، وما يتعرضُ له من حفرياتٍ تهدد بانهيارِهِ بهدفِ إقامةِ الهيكل على أنقاضه، تشكل تهديداً للسلم والاستقرارِ في المنطقةِ والعالم، وهي اعتداءٌ على الإرثِ التاريخي للحضارةِ الإنسانية، فضلاً عن تهديدها للقدس وفلسطين، الأمر الذي يوجب على شعوبِ العالم مواجهتَها وإيقافَها دون إبطاء.
7. إن استمرارَ الاحتلالِ الصهيوني للقدسِ وفلسطين، بما يملكه من أسلحةٍ نوويةٍ ومن نوايا عدوانيةٍ توسعيةٍ، يظل عاملَ احتقانٍ وتوترٍ، ومبعثَ قلقٍ لدى محبي السلامِ وداعمي حقوقِ الإنسانِ في العالم، وسيظل هذا الاحتلالُ مصدرَ تهديدٍ رئيسٍ لإغراقِ المنطقةِ في مزيدٍ من الحروبِ، وتهديدِ السلمِ العالمي والتطورِ الإنساني.
8. تأكيدُ حق العودة للاجئينَ والنازحينَ والمهجرينَ إلى القدس، كما لكل الأرضِ الفلسطينيةَ، باعتباره حقاً فردياً وجماعياً لا يمكن لأيٍّ كان المساومةُ عليه أو التنازلُ عنه. وتأكيدُ حقِ الشعبِ الفلسطيني بممارسةِ جميعِ حقوقِه الوطنية على أرضِه التاريخية، بما في ذلك حقوقُه السياسيةُ كغيرِه من الشعوب.
9. مطالبةُ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ وجميعِ الدولِ المحبةِ للسلامِ، والمؤسسات الدولية بتكريس كلِ الجهود لإنهاء الاحتلال الصهيوني للقدس، والحفاظِ على هويتِها العربيةِ ومقدساتِها الإسلاميةِ والمسيحيةِ، وتنفيذِ مختلفِ المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والتربوية التي تدعمُ صمودَ أهلِها على أرضِهم، وتساعِدُهم على تحريرِها من الاحتلال. ووقفِ كلِ أشكالِ التطبيعِ مع الصهاينة.
إن تجارب الشعوبِ عامةً، وتجربةِ الصراعِ مع العدوِّ الصهيوني خاصةً، والتي أكدت أن المقاومةَ بكلِّ أشكالِها ومستوياتِها، المستندةَ إلى الوحدةِ الوطنيةِ الجامعةِ، والمشاركةِ الشعبيةِ الحرة، هي الطريقُ الأنجحُ لمواجهةِ الإحتلالِ وتحريرِ الأرضِ في القدسِ وفلسطين وسائرِ المناطقِ المحتلةِ في بلادِنا العربيةِ والإسلاميةِ، وفي كلِ بلاد العالم. كما أثبتَتْ عدمَ جدوى المؤتمراتِ الدولية، المنعقدةِ تحت الرعايةِ الأمريكيةِ الملتزمةِ دائماً بدعمِ الاحتلالِ وتبريرِ جرائمِهِ، وتصفيةِ قضيةِ فلسطين، وخدمةِ مشاريعِ الإنقسامِ الداخلي، وتمزيقِ التماسكِ العربي والإسلامي.
10. إن الأممِ المتحدة – وقد كانت معظم قراراتُها من أسباب النكبةِ التي حلت بالشعب الفلسطيني- مُطالَبةٌ بالالتزامِ الكاملِ برفع العدوانِ والحصارِ عن هذا الشعبِ، ومطالبتُها أيضاً بتفعيل دورِ لجنةِ حمايةِ القدسِ التي تأسست عام 1947م، كما أن الدولَ العربيةِ والإسلاميةِ وسائرَ الدولِ المحبةِ للسلام مطالبةٌ أيضاً برفعِ هذا الحصار، ومساعدةِ أهلِنا بكل ما يحتاجون إليه.
11. إن هذا الملتقى العالمي شَكَّلَ تجسيداً حياً لوحدةِ الإنسانية كلِّها من أجلِ نصرةِ القدسِ وفلسطين. وهو يتوجه إلى أحرارِ العالمِ في جميع الشعوب، يدعوهم إلى أوسعِ اجتماعٍ إنسانيٍّ وحركة عالمية لإنقاذ الشعبِ الفلسطيني، ولإقرارِ العدالةِ والسلام في الأرض، كما يتوجَّهُ بالنداءِ إلى الإخوةِ المحاصرين في فلسطين يطالِبُهم بالوحدةِ في مواجهةِ الاحتلال، ويذكرُهم بقوله تعالى (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُم). ويأملُ أن يكونَ هذا اللقاءُ الجامعُ دافعاً من أجل استعادةِ أجواءِ الحوارِ والتفاهمِ بين أبناءِ القضيةِ الواحدةِ.
كلُّنا عاملون من أجلِ القدس،
يداً بيد، كتِفاً إلى كَتِف، نمضي معاً في الطريقِ إلى القدس،
صامدون مهما طالَ الزمن، وغلَتْ التضحيات.
فاليوم ملتقىً من أجل القدس، وغداً الملتقى في القدس إن شاء اللهُ.

المشاركون في الدعوة إلى جانب الجهات الأربعة الداعية لملتقى القدس الدولي   
1. الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس 
2. الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين 
3. المؤتمر القومي العربي 
4. المؤتمر القومي-الإسلامي 
5. المؤتمر العام للأحزاب العربية 
6. اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا 
7. اتحاد الأطباء العرب 
8. اتحاد المهندسين العرب 
9. الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب 
10. اتحاد المعلمين العرب 
11. اتحاد الشباب العربي 
12. مجلس كنائس الشرق الأوسط 
13. اتحاد المهندسين الزراعيين العرب 
14. الرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية 
15. المنتدى الدولي للبرلمانيين الإسلاميين 
16. الحملة العالمية لمقاومة العدوان 
17. الاتحاد العام للطلبة العرب 
18. منظمة تضامن الشعوب الإفروآسيوية 
19. المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة 
20. صندوق العون القانوني للفلسطينيين 
21. الهيئة الإسلامية العليا في القدس 
22. الاتحاد النسائي العربي العام 
23. فريق الحوار الإسلامي المسيحي 
24. اتحاد المحامين العرب 
25. ملتقى الشباب العربي

Monday 21 March 2011

قرارات المؤتمر العام لليونيسكو حول القدس

المصدر: القدس القرارات الدولية الكاملة 1947-1997، بيروت، مجلس القدس العالمي، ط1، 1998.






التوصية بالامتثال للميثاق المتعلّق بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح


إنّ المؤتمر العام،
بعد أنْ أُحيط عِلْمًا بالتقارير التي قدّمها المدير العام بشأن تطبيق الاتفاقية الدولية لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نشوب نزاع مسلح (1954) في منطقة الشرق الأوسط.
(1) يشكر المدير العام لمبادرته باتخاذ التدابير لتطبيق هذه الاتفاقية.
(2) يوصي الدول الأعضاء أنْ تتّخذ جميع الإجراءات اللازمة، بمعاونة المفوّضين العامين، للتقيّد التام بأحكام الاتفاقية الدولية، وبنصوص التوصية المتعلقة بالمبادئ الدولية الواجب اتّباعها في حالة القيام بحفريات أثرية والتي وافق عليها مؤتمر اليونسكو العام في دورته التاسعة (1956).

تبنّى المؤتمر هذا القرار في دورته الخامسة عشرة.







دعوة "إسرائيل" إلى المحافظة على الممتلكات الثقافية خصوصًا في القدس القديمة

إنّ المؤتمر العام،
إذْ يُدرِك ما للممتلكات الثقافية في مدينة القدس، ولا سيما في الأماكن المقدسة، من أهميّةٍ استثنائية ليس للبلاد المعنيّة مباشرةً فحسب بل للإنسانية جمعاء، بالنظر لقيمة هذه الممتلكات الفنية والتاريخية والدينية.

وإذْ يأخذ في الاعتبار القرار رقم 2253 (ES. V) الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 4 تموز (يوليو) 1967 بشأن مدينة القدس.

(أ) يوجه إلى "إسرائيل" نداء دوليًا ملحًا، في نطاق قرار الأمم المتحدة السالف الذكر يدعوها فيه إلى:
- أنْ تحافظ بكلّ دقةٍ على كافة المواقع أو المباني وغيرها من الممتلكات الثقافية، ولا سيما في مدينة القدس القديمة.
- أنْ تمتنع عن أيّ عمليةٍ من عمليات الحفريات أو أيّ عمليةٍ لنقل هذه الممتلكات أو تغيير معالمها أو ميزاتها الثقافية والتجارية.
(ب) يدعو المدير العام لاستخدام كلّ ما له من نفوذٍ وما لديه من وسائل، لكيْ يؤمّن بالتعاون مع جميع السلطات المعنية، تنفيذَ هذا القرار على خير الوجوه.
تبنّى المؤتمر العام هذا القرار، في دورته الخامسة عشرة.






دعوة "إسرائيل" بصورةٍ مستعجلة إلى الكفّ عن تغيير معالم القدس وعن الحفريات الأثرية

إنّ المؤتمر العام،
إذْ يدرك الأهمية الاستثنائية التي تتّسم بها الممتلكات الثقافية الواقعة في مدينة القدس القديمة، ولا سيّما الأماكن المقدسة، لا بالنسبة للبلاد المعنية مباشرةً فحسب وإنّما أيضًا للإنسانية جمعاء بسبب ما لهذه الآثار من قيمةٍ فريدة من النواحي الثقافية والتاريخية والدينية.

ويذكّر من جديد بأحكام الاتفاقية الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة قيام نزاع مسلح (لاهاي 1954).
ويذكّر من جديد بقرارات مجلس الأمن 252 في 21 أيّار (مايو) 1968 و267 في 3 تموز (يوليو) 1969 و298 في 25 أيلول (سبتمبر) 1971 وبالقرارين 2253 و2254 بتاريخ 4 و14 تموز (يوليو) 1967 اللّذيْن أقرّتهما الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التدابير والأعمال التي تؤثّر في وضع مدينة القدس.

ويذكّر بالقرارين 3.342 و3.343 اللذين اعتمدهما المؤتمر العام في دورته الخامسة عشرة، وبالقرارات 4.4.2 و4.3.1 و4.3.1 و4.4.1 و4.3.1 التي اتّخذها المجلس التنفيذيّ في دوراته 82 و83 و88 و89 و90 على التوالي.

ويذكّر على الأخصّ بالفقرة 7 من القرار 4.3.1 الذي اتّخذه المجلس التنفيذي في دورته 88 ودعا فيه المدير العام إلى "ضمان وجود اليونسكو في مدينة القدس للسهر على توخّي الفعالية في تنفيذ القرارات التي أصدرها في هذا الصدد كلّ من المؤتمر العام والمجلس التنفيذي" ويسجّل القرار 4.3.1 الذي اتخذه المجلس التنفيذي في دورته التسعين، ولاحظ فيه "أنّ موقف "إسرائيل" لا يستجيب بطريقةٍ مرضية للقرارين 4.3.1 و4.4.1 اللذيْن أصدرهما المجلس التنفيذي في دورتيه 88 و89 وأبلغهما المدير العام في خطابه المؤرخ 18 تموز (يوليو) 1972 "وقرّر بموجبه نظرًا لموقف "إسرائيل"… أنْ يطرح هذه المسألة على المؤتمر العام للنظر فيها بموجب البند 13.3 (الوثيقة 17م/5- الفصل الفرعي 3.4 صون التراث الثقافي وإحياؤه) من أجل التوصل إلى تطبيق فعال للقرارات التي اعتمدها المؤتمر العام والمجلس التنفيذي في هذا الصدد".

ويلاحظ أنّ "إسرائيل" ماضية في انتهاك القرارات الصادرة في هذا الصدد، وأنّ موقعها هذا يمنع المنظمة من أداء الرسالة التي يعهَد بها إليها ميثاقها التأسيسي.
وقدْ أخذ علمًا باقتراح المدير العام بتزويد "إسرائيل" بخبير، وهو إجراء لا يبدو كافيًا لتحقيق وجود اليونسكو بمدينة القدس.


1- يشجب استمرار "إسرائيل" في القيام بأعمال التنقيب عن الآثار في مدينة القدس.
2- ويوجّه مرة أخرى نداءً عاجلاً إلى "إسرائيل".
أ- لاتخاذ التدابير اللازمة للحرص البالغ على صون جميع المواقع والمباني والآثار وغيرها من الممتلكات الثقافية، ولا سيما تلك الموجودة في مدينة القدس القديمة.
ب- لتمتنع عن أيّ تغيير لمعالم مدينة القدس.
ج- لتمتنع عن أية أعمال للتنقيب عن الآثار، ومن نقل الممتلكات الثقافية ومن أيّ تغييرٍ في معالمها أو طابعها الثقافي والتاريخي، وخاصةً فيما يتعلّق بالمواقع الدينية المسيحية والإسلامية.
د- لتتقيّد بدقةٍ بأحكام الاتفاقية الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة قيام نزاع مسلح (لاهاي 1954) وبالقرارات المذكورة أعلاه.
3- ويدعو المدير العام إلى مواصلة جهوده لتحقيق وجود اليونسكو وجودًا حقيقيًا في مدينة القدس، من أجل ضمان التنفيذ الفعليّ للقرارات التي اعتمدها في هذا الصدد كلّ من المؤتمر العام والمجلس التنفيذي.
4- ويدعو المدير العام إلى تقديم تقرير إلى المجلس التنفيذي في دورته 92، عن تطبيق هذا القرار، حتى يتسنّى له، عند الاقتضاء، دراسة التدابير الواجب اتخاذها.







إدانة "إسرائيل" لموقفها المناقض لأهداف اليونسكو
وتنفيذ قرارات المؤتمر العام والمجلس التنفيذي بشأن حماية الممتلكات الثقافية في مدينة القدس


إنّ المؤتمر العام،
إذْ يأخذ في الاعتبار اهتمام اليونسكو -وفقًا لميثاقها التأسيسي- بصون وحماية التراث العالمي من الآثار التي لها أهميتها التاريخية أو العلمية.
وإذْ يأخذ في الاعتبار قراريْ الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2253 بتاريخ 4 تموز (يوليو) 1967، ورقم 2254 بتاريخ 14 تموز (يوليو) 1967، بشأن مطالبة "إسرائيل" بإلغاء التدابير المتّخذة لتغيير وضع مدينة القدس والامتناع عنها في المستقبل. وقراريْ مجلس الأمن رقم 267 في 3 تموز (يوليو) 1969، ورقم 298 في 25 أيلول (سبتمبر) 1971 بإبداء الأسف لعدم احترام "إسرائيل" لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالمحافظة على وضع القدس.

وإذْ يدرك الأهمية الاستثنائية التي تتّسم بها الممتلكات الثقافية الواقعة في مدينة القدس القديمة، لا بالنسبة للبلاد المعنية مباشرة فحسب، وإنّما أيضًا للإنسانية جمعاء، بسبب ما لهذه الآثار من قيمة فريدة من النواحي الثقافية والتاريخية والدينية.


وإذْ يدرك أنّه منذ الدورة الخامسة عشرة للمؤتمر العام (1968)، وجّهت المنظمة نداءات عاجلة إلى "إسرائيل" لتمتنع عن أيّ حفريات أثرية في مدينة القدس، وعن أيّ تغيير في معالمها أو طابعها الثقافي والتاريخي وخاصة فيما يتعلّق بالمعالم الدينية المسيحية والإسلامية [القراران 3.342 و3.343 (م14)، والقرارات 4.4.2 (م ت82) و4.3.1 (م ت 83) و4.3.1 (م ت 88) و4.4.1 (م ت 89) و4.3.1 (م ت 90) والقرار 3.422 (م17).
وإذْ يدرك أنّ المؤتمر العام، في دورته السابعة عشرة (القرار 3.422)
(أ) قد لاحظ أنّ "إسرائيل" ماضيةٌ في انتهاك القرارات الصادرة في هذا الصدد وأنّ موقفها هذا يمنع المنظمة من أداء الرسالة التي يعهد بها إليها ميثاقها التأسيسي.
(ب) دعا المدير العام إلى مواصلة جهوده لتحقيق وجود اليونسكو وجودًا حقيقيًا في مدينة القدس، من أجل ضمان التنفيذ الفعليّ للقرارات التي اعتمدها في هذا الصدد كل من المؤتمر العام والمجلس التنفيذي.
وإذْ يدرك أنّ المجلس التنفيذي في دورته الرابعة والتسعين (القرار 4.4.1):
 (أ) قد اقتنع من مضمون تقرير المدير العام عن مهمّة ممثّلة في مدينة القدس بأنّ "إسرائيل" ما زالت ماضية في انتهاك القرارات الصادرة في هذا الصدد وبأنّ موقفها هذا يمنع المنظمة من أداء الرسالة التي يعهد بها إليها ميثاقها التأسيسي.
(ب) وقد أدان مضيّ "إسرائيل" في مخالفة القرارات التي أصدرها المؤتمر العام والمجلس التنفيذي في هذا الشأن.
(ج) قد أحال الموضوع على المؤتمر العام لكيْ يتّخذ التدابير الملائمة التي تدخُل في اختصاصه.

وحيث إنّ "إسرائيل"، بإمعانها في ارتكاب المخالفات لقرارات المؤتمر العام والمجلس التنفيذي الهادفة إلى الحفاظ على التراث الثقافي في مدينة القدس، تتحدّى بإصرار وعناد الضمير العالمي والمجتمع الدولي.

وحيث إنّ المؤتمر العام لا يمكنه أنْ يقف موقفًا سلبيًا أمام إمعان "إسرائيل"، بصورةٍ دائمة، في انتهاك قراراته.
واسترشادًا بالسوابق التي قرّرها المؤتمر العام منذ دورته الرابعة عشرة، عند الإصرار على انتهاك قراراته وعند مخالفة الأهداف المنصوص عليها في ميثاقه التأسيسي، والقرار 11 (م14) والقرارين 9.12 و9.14 (م15) والقرار 8 (م16) والقرار 10.1 (م17).


أولاً: يؤكّد جميع القرارات المشار إليها آنفًا، ويصرّ على تنفيذها.
ثانيًا: يدين "إسرائيل" لموقفها المناقض للأهداف التي تتوخّاها المنظمة كما وردت في ميثاقها التأسيسي باستمرارها في تغيير معالم مدينة القدس التاريخية وفي إجراء الحفريات التي تشكّل خطرًا على آثارها، وذلك عقب احتلالها غير الشرعي لهذه المدينة.
ثالثًا: يدعو المدير العام إلى عدم تقديم أيّ عونٍ في ميادين التربية والعلم والثقافة إلى "إسرائيل"، وذلك إلى أنْ تحترم بدقة القرارات المشار إليها آنفًا.

وافق المؤتمر العام على هذا القرار بأغلبية 64 صوتًا ضدّ 27 وامتناع 26 عن التصويت كالآتي:
مع القرار: اليمن، الجمهورية الشعبية الديمقراطية اليمنية، يوغسلافيا، زائير، أفغانستان، الجزائر، المملكة العربية السعودية، البحرين، بنغلادش، روسيا البيضاء، البرازيل، بلغاريا، تشيلي، الصين، جمهورية الكونغو الشعبية، جمهورية كوريا، كوبا، داهومي، جمهورية مصر العربية، الإمارات العربية المتحدة، أسبانيا، غامبيا، غانا، غينيا، هنغاريا، الهند، إندونيسيا، العراق، إيران، جامايكا، الأردن، الكويت، لبنان، الجمهورية العربية الليبيّة، ماليزيا، مالاوي، مالطا، المغرب، موريتانيا، منغوليا، النيجر، نيجيريا، أوغندا، عُمان، باكستان، البيرو، بولندا، قطر، جمهورية ألمانيا الديمقراطية، رومانيا، رواندا، الصومال، السودان، جمهورية كوريا الشعبية، الجمهورية العربية السورية، تنزانيا، تشيكوسلوفاكيا، توغو، ترينيداد وتوباغو، تونس، تركيا، أوكرانيا، اتحاد الجمهورية الاشتراكية السوفيتية.
ضدّ القرار: جمهورية ألمانيا الاتحادية، أستراليا، بلجيكا، بوليفيا، كندا، كوستاريكا، الدانمارك، الإكوادور، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، غواتيمالا، هاييتي، هندوراس، أيرلندا، أيسلندا، "إسرائيل"، إيطاليا، مدغشقر، موناكو، نيكاراغوا، النرويج، نيوزيلندا، بنما، هولندا، المملكة المتحدة، السويد، فنزويلا.
امتناع: الأرجنتين، النمسا، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، كولومبيا، السلفادور، الحبشة، فنلندا، غابون، اليونان، اليابان، كينيا، ليسوتو، ليبريا، لوكسمبورغ، موريشيوس، المكسيك، نيبال، الفلبين، البرتغال، السنغال، سيراليون، سنغافورة، سويسرا، أوروغواي.







إدانة "إسرائيل" لتغيير معالم القدس التاريخية والثقافية وتهويدها

إنّ المؤتمر العام،
نظرًا لأهمية دور اليونسكو، طبقًا لميثاقها التأسيسي، في مجال حماية وصون التراث العالمي من الآثار ذات الأهمية التاريخية أو العلمية.

ونظرًا للأهمية الاستثنائية التي تتّسم بها الممتلكات الثقافية الواقعة في مدينة القدس القديمة، لا بالنسبة للبلاد المعنية مباشرة فحسب، وإنّما أيضًا للإنسانية جمعاء بسبب القيمة الفريدة لهذه الآثار من النواحي الثقافية والتاريخية والدينية.

وإذْ يذكّر بالمادة 32 من التوصية الخاصة بالمبادئ الدولية في مجال الحفائر الأثرية، التي أقرّها المؤتمر العام في دورته التاسعة في نيودلهي عام 1956، والتي تنصّ على أنّه في حالة قيام نزاعٍ مسلّح، يتعيّن على كلّ دولةٍ عضوٍ تحتلّ أراضي دولة أخرى أنْ تمتنع عن إجراء حفائر أثرية في الأراضي المحتلة.

ونظرًا لأنّ "إسرائيل" استغلّتْ احتلالها العسكري للأراضي وشرَعت من جانبٍ واحد، مخالفة جميع القوانين المسلم بها، في تغيير معالم مدينة القدس ووضعها.
ونظرًا لأنّ هذا الوضع الناجم عن عملية غزوٍ مسلّحٍ يصدم ضمير المجتمع الدولي بأسْره، ويهدّد فُرَص عودة السلام الذي تتمثّل رسالة اليونسكو في السعي لتحقيقه، ولأنّه أثار استنكار جميع الشعوب.

ونظرًا لأنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قراراتها 2253 (د إ-5) الصادر في 4 يوليو (تموز) 1967، و2254 (د أ-5) الصادر في 14 يوليو/تموز 1967، و32/5 الصادر في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1977، قد أكّدت عدم مشروعيّة التغييرات التي اتخذتها "إسرائيل" في مدينة القدس وطالبت "إسرائيل" بأنْ تلغي جميع الإجراءات التي اتُّخذت والامتناع عن اتخاذ أيّ عملٍ من شأنه تغيير وضع القدس.

ونظرًا لأنّ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أثبت في قرارَيْه رقم 252 (1968) الصادر في 21 مايو/أيّار 1968 ورقم 267 (1969) الصادر في 3 يوليو/تموز 1969 أنّ الإجراءات التي قامت بها "إسرائيل" والتي تهدُف إلى تغيير الوضع القانوني في القدس هي إجراءات وأعمال باطلة ولا يمكن أنْ تغيّر هذا الوضع، وطالبَ "إسرائيل" بأنْ تلغي على الفور جميع الإجراءات التي اتّخذتها فعلاً، وأنْ تمتنع عن اتخاذ أيّ إجراءٍ آخر يهدف إلى تغيير الوضع في القدس.

وإذْ يذكّر بأنّه منذ الدورة الخامسة عشرة للمؤتمر العام لليونسكو (1968) وجّهت المنظمة نداءاتٍ عاجلةً إلى "إسرائيل" لتمتنع عن أية حفائر أثرية في مدينة القدس، وعن أيّ تغييرٍ في معالمها أو طابقها الثقافي والتاريخي، وخاصةً فيما يتعلّق بالمعالم الدينية والمسيحية والإسلامية (القرارات 15م/3.342 و3.343، و82م ت/4.4.2، و83م ت/4.3.1، و88 م ت/4.3.1، و89 م ت/4.4.1، و17 م/3.422؛ و18م/3.427، و19م/4.129.
ويأخذ في الاعتبار أنّ المؤتمر العام بقراره 3.422 الذي أصدره في دورته السابعة عشرة.

أ- لاحظ "أنّ "إسرائيل" ماضية في انتهاك القرارات الصادرة في هذا الصدد وأنّ موقفها هذا يمنع المنظمة من أداء الرسالة التي يعهد بها إليها ميثاقها التأسيسي".
ب- ودعا "المدير العام إلى مواصلة جهوده لتحقيق وجود اليونسكو وجودًا حقيقيًا في مدينة القدس من أجل ضمان التنفيذ الفعليّ للقرارات التي اعتمدها في هذا الصدد كلٌّ من المؤتمر العام والمجلس التنفيذي".

وبالنظر إلى المؤتمر العام لليونسكو قد عمَد في دورته الثامنة عشرة على نحو بالغ الشرعية واستنادًا إلى هذه القرارات البالغة الوضوح التي تكرّر إصدارها بصبرٍ متّصل أملته الحاجة إلى صون السلام، وتمشّيًا مع نصّ وروح القرارات آنفة الذكر الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إدانة "إسرائيل" في قراره (3.427) بعد أنّ ذكّر بما سبق أنْ اعتمده من قرارات في هذا الصدد وأكّد عليها من جديد، "لموقفها المناقض للأهداف التي تتوخّاها المنظمة كما وردت في ميثاقها التأسيسي، باستمرارها في تغيير معالم مدينة القدس التاريخية وفي إجراء الحفريات التي تشكّل خطرًا على آثارها، وذلك عقب احتلالها غير الشرعي لهذه المدينة".

وإلى دعوة "المدير العام بعدم تقديم أيّ عونٍ في ميادين التربية والعلم والثقافة إلى "إسرائيل"، وذلك إلى أنْ تحترم بدقة القرارات المشار إليها آنفًا".
وبالنظر إلى أنْ رفع الامتناع عن تقديم المعونة حسبما طلب من المدير العام، إنّما يتوقّف على إرادة "إسرائيل" وحدها.

وبالنظر إلى أنّ هذا التحدّي الذي لا يُطاق لكرامة الدول الأعضاء الأخرى يمنع المنظمة من أنْ تضطلع بصورةٍ فعّالة بالرسالة المنوطة بها بموجب ميثاقها التأسيسي.
وإذْ يؤكّد رسميًا حقّ كلّ شعبٍ في أنْ لا يُحرَم من الشواهد الهامّة على ماضيه باسم البحث عن آثار ثقافة أخرى.

وبالنظر إلى أنّ كافة الدول الأعضاء لا يسعها إلا أنْ تُعرِب عن أسفها البالغ، وأنْ تحذو حذوَ الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 3525 (د-30) بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول 1975 "فتدين السياسات والممارسات الإسرائيلية التي تستهدف ضمّ أجزاء معينة من الأراضي المحتلة.. وتدمير المنازل العربية وهدمها ونهب التراث الأثري والثقافي…".

وإذْ يُلاحَظ من تقرير المدير العام في الوثيقة 20م/19 ضميمه أنّ "إسرائيل" لم تغيّرْ موقفها من قرارات الأمم المتحدة واليونسكو المشار إليها أعلاه، ولم تتعهّدْ بالامتناع نهائيًا عن القيام بالحفريات.

وإذْ يسترشد بالقرارات السابقة التي اعتمدها المؤتمر العام منذ دورته الرابعة عشرة (القرارات 14م/11، 15م/9.12 و9.14 16م/8، 17م/10.1، 18م/3.427، 19م/4.129)

1- يقدّم الشكر العميق للمدير العام على جهوده لتطبيق القرار 4.129 الذي اعتمده المؤتمر العام في دورته التاسعة عشرة.
2- يؤكّد من جديد القرارات السابقة الصادرة عن المؤتمر العام لليونسكو فيما يخصّ مدينة القدس، ولا سيما القرار 18م/3.427 ويصرّ على ضرورة تطبيقها.
3- يدين سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" لمخالفتها القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة واليونسكو، واستمرارها منذ الاحتلال وحتى الآن في تغيير معالم القدس التاريخية والثقافية وتهويدها.
4- يوجّه نداءً عاجلاً وحازمًا إلى "إسرائيل" لكيْ تتوقّف نهائيًا وفورًا عن الحفريات غير المشروعة وعن مواصلة اتخاذ التدابير التي تغيّر من طابع مدينة القدس ومن وضعها.
5- يطلب إلى المدير العام تقديم تقريرٍ عن تنفيذ هذا القرار إلى المجلس التنفيذي في دورته السابعة بعد المائة.

تبنّى المؤتمر هذا القرار في جلسته العامة رقم 27.







الإعراب عن القلق بشأن التغييرات في طابع القدس الثقافي والديني
ودعوة الدول الأعضاء إلى رفض أيّ اعترافٍ بالتغييرات التي تُدْخِلها "إسرائيل" على طابع القدس ووضعها

إنّ المؤتمر العام،
إذْ يذكّر بالميثاق التأسيسي لليونسكو وبأهدافها الخاصة بحماية وصون التراث العالمي من الآثار ذات القيمة التاريخية والعلمية.
ونظرًا للأهمية الاستثنائية للممتلكات الثقافية الكائنة في مدينة القدس، لا بالنسبة للبلدان المعنيّة مباشرةً وحدها بل وللبشرية جمعاء، لما لتلك الممتلكات من قيمة فريدة على الصعيد الثقافي والتاريخي والديني.

وإذْ يذكّر بالقرار 2253 (استثنائية-5) المؤرخ 4 يوليو/تموز 1967 والقرار 2254 (استثنائية-5) المؤرخ 14 يوليو/تموز 1967 اللذيْن طلبت فيهما الجمعية العامة للأمم المتحدة من "إسرائيل" إلغاء جميع التدابير التي عُدِّل بمقتضاها وضع القدس والامتناع في المستقبل عن اتّخاذ أية إجراءات مماثلة.
ويذكّر بالقرارات التي اعتمدها المؤتمر العام والمجلس التنفيذي لليونسكو، ولا سيما القرارات 18م/3.427 و19م/4.159 و20م/4/7.6/13.
ويضع في اعتباره القرار 478 الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 20 أغسطس/آب 1980.

ونظرًا لأنّ اعتماد "إسرائيل" "القانون الأساسي" الذي يغيّر طابع مدينة القدس ووضعها إنّما يزيد من العوائق التي لا تكفّ "إسرائيل" عن الحيلولة بها دون اضطلاع اليونسكو بمهمتها لحماية التراث المشترك للبشرية.

1- يؤكّد من جديدٍ جميع القرارات التي اتخذها المؤتمر العام والمجلس التنفيذي بشأن مدينة القدس.
2- ويدين بشدة "إسرائيل" لرفضها المستمرّ تنفيذ هذه القرارات.
3- ويؤيّد القرار 478 المؤرخ 20 أغسطس/آب 1980، الذي قرّر مجلس الأمن بمقتضاه أنْ:
"يندّد بمنتهى الحزم باعتماد "إسرائيل" القانون الأساسي" بشأن القدس وبرفضها الامتثال لقرارات مجلس الأمن في هذا الصدد.
ويعتبر جميع التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذتها "إسرائيل"، وهي دولة محتلة، والتي غيّرت أو تستهدف تغيير طابع مدينة القدس ووضعها، ولا سيما "القانون الأساسي" الذي صدر مؤخّرًا بشأن القدس باطلة وكأنّها لم تكنْ، ويجب إلغاؤها فورًا.
ويقرّر عدم الاعتراف بـ"القانون الأساسي" وسائر التدابير التي تتخذها "إسرائيل" والتي تستهدف، استنادًا إلى هذا القانون، تغيير طابع القدس ووضعها…".
4- ويدعو الدول الأعضاء إلى رفض أيّ اعترافٍ بالتغييرات التي تُدخِلها "إسرائيل" على طابع القدس ووضعها والامتناع عن أيّ عملٍ من شأنه أن يتضمّن أي اعتراف بهذه التغييرات.
5- ويدعو المجلس التنفيذي إلى دراسة تطوّر وضع القدس واتخاذ جميع التدابير التي يراها مفيدة، وفقًا لما خوّل من صلاحيات بمقتضى الميثاق التأسيسي.
6- ويدعو المدير العام إلى أنْ يحرِص دائمًا على تنفيذ قرارات المؤتمر العام والمجلس التنفيذي بشأن القدس.
7- ويوصي لجنة التراث العالمي بتعجيل اتخاذ إجراءات إدراج مدينة القدس في "قائمة التراث العالمي" وبالنظر في إدراجها في "قائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر".
8- ويشكر المدير العام على الجهود التي اضطلع بها لمتابعة تنفيذ قرارات اليونسكو بشأن القدس.
9- ويطلب من المدير العام أنْ يحيط المجلس التنفيذي علمًا، في دورته الثالثة عشرة بعد المائة بتطوّرات هذا الموضوع.
10- ويقرّر إدراج هذا البند في جدول أعمال دورته الثانية والعشرين.

تبنّى المؤتمر هذا القرار في جلسته العامة رقم 37.







استنكار الاعتداءات على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس

إنّ المؤتمر العام،
إذْ يذكّر بما في الميثاق التأسيسي لليونسكو من أحكامٍ تتعلّق بصون وحماية واحترام التراث الطبيعي والممتلكات الثقافية، وخاصةً الممتلكات التي لها أهمية عالمية فريدة، ويذكّر باتفاقية وبروتوكول لاهاي لسنة 1954 فيما يتعلّق بحماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلح،
ويذكّر بأنّ الاتفاقيات والتوصيات والقرارات التي اعتمدها المجتمع الدولي لصالح التراث الطبيعي والممتلكات الثقافية تدُلّ على ما لصون هذه الممتلكات من أهميّةٍ بالنسبة للإنسانية،
وبالنظر إلى أنّ حماية التراث الطبيعي والثقافي أمرٌ مهمّ بالنسبة للمجتمع الدولي بأسْرِه،
وبالنظر إلى الدور الفريد الذي تؤدّيه مدينة القدس في تاريخ الإنسانية، وهي مدينة مقدّسة في نظر الديانات التوحيدية الثلاث التي تستند إلى القيم الفلسفية والأخلاقية والدينية نفسها، وهي القيم الأساسية بالنسبة لما يزيد عن ملياريْن من البشر من جميع القارات،
وبالنظر إلى أنّ المدينة بأسْرِها بما فيها من تراثٍ أثَريّ هي بمثابة دليلٍ حيّ يشهد دائماً على تلك الرسالة الفذّة،

وبالنظر إلى أنّ الرسالة الخالدة للقدس هي تعزيز السلام والوفاق بين البشر طبقاً للرسالة التي أُنزِلت فيها،
1- يذكّر بأنّ مدينة القدس اعتُبِرت لهذا السبب ذات أهمية عالمية فأدرجت في قائمة التراث العالمي.
2- ويذكّر بأنّ الاحتلال العسكري "الإسرائيلي" والوضع الحالي للمدينة ينطويان على أخطارٍ تتهدّد صون رسالتها الأساسية.
3- ويذكّر وينوّه من جديد بالقرارات السابقة للمؤتمر العام والتي ترمي إلى ضمان صون كلّ ما للمدينة المقدسة من قِيَمٍ روحيّة وثقافية وتاريخية وغير ذلك من القيم،
4- ويستنكر الاعتداءات ومحاولات الاعتداء على الأماكن الإسلامية المقدسة بوصفها انتهاكاً خطيرًا لرسالة المدينة في مجال الجمْع بين الأديان،
5- ويستنكر الأعمال التي تُنفَّذ في المدينة المقدسة القديمة والتي عرّضت للخطر آثاراً تاريخية هامة تعبّر عن الذاتية الثقافية للسكان المحليين،
6- ويوصي جميع الدول الأعضاء بأنْ تتضافر جهودها للمحافظة على المدينة المقدسة المحتلة محافظة كاملة وفعالة، ولصون وترميم الآثار التاريخية للمدينة وتراثها الأثَريّ الذي هو ملكٌ لجميع الأديان،
7- ويسترعى بصفة خاصة انتباه المجتمع الدولي إلى حالة التدهور التي تمسّ جزءاً كبيراً من التراث الأثَريّ الإسلامي، ويحثّ الدول الأعضاء على مساندة جهود هيئة الأوقاف بالمساهمة طوْعاً في تمويل أعمال الصون؛
8- ويشكر المدير العام على كلّ ما اضطلع به في هذا المجال، ويطلب منه أنْ يساعد بوسائل ناجعة على تنفيذ هذا القرار، طبقاً للنتائج التي انتهى إليها تقرير الأستاذ لومير (23/م15)،
9- ويقرّر إدراج هذا الموضوع في جدول أعمال الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر العام، بُغْيَة اتّخاذ القرارات التي يقتضيها الموقف عندئذ.

تبنّى المؤتمر هذا القرار في جلسته العامة السادسة والثلاثين.







شجب الاعتداءات على الأماكن الإسلامية المقدّسة في القدس

إنّ المؤتمر العام،
إذْ يذكّر بأحكام الميثاق التأسيسي لليونسكو بشأن صون واحترام التراث الطبيعي والممتلكات الثقافية، وخاصةً الممتلكات ذات الأهمية العالمية الفريدة،
ويذكّر باتفاقية وبروتوكول لاهاي لسنة 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلح،
ويذكّر بأنّ الاحتلال العسكري "الإسرائيلي" والوضع الحالي لمدينة القدس ينطويان على أخطارٍ تتهدّد الحفاظ على رسالتها الأساسية،
وقد درس تقرير المدير العام المتعلّق بهذه المسألة (24م/15 وضميمه) وأخذ علماً بالنتائج التي انتهى إليها التقرير الجامع الذي وضعه الأستاذ لومير،
وإذْ يلاحظ أنّ أحداثًا جرَتْ مؤخرًا أثارت حقًّا قلق السلطات العليا والسكان الفلسطينيين في القدس الذين يرون أنّ الإجراءات التي تتّخذها إدارة الاحتلال لتفادي تكرّر هذه الأحداث لا تمثّل دائماً ضمانًا كافيًا وباقياً،
ويؤكّد من جديدٍ الدور الفريد لمدينة القدس في تاريخ الإنسانية، وبالتالي الحاجة الملحة إلى اتّخاذ جميع التدابير الملائمة من أجل صون طابعها الثقافي وتجانسها وقيمتها العالمية التي لا بديل عنها،

1- يؤكّد مجدّدًا ويذكّر بما سبق أنْ اعتمده المؤتمر العام من قراراتٍ تستهدف ضمان صون كلّ ما لهذه المدينة المقدسة من قِيَم روحية وثقافية وتاريخية وغيرها من القيم،
2- ويشجب الاعتداءات ومحاولات الاعتداء على الأماكن الإسلامية المقدّسة بوصفها انتهاكًا خطيرًا لرسالة المدينة التي تجمع بين الأديان،
3- ويشجب أعمال الهدم والتغيير التي تعرّض لها التراث الأثَريّ وموقع المدينة التاريخي التقليدي أثناء الاحتلال،
4- ويشكر المدير العام على جميع الجهود التي بذلها لضمان تنفيذ قرارات اليونسكو بهذا الشأن،
5- ويسترعي من جديدٍ وبإلحاح انتباه المجتمع الدولي إلى حالة التدهور التي آل إليها التراث الإسلامي والثقافي والدينيّ التابع للأوقاف، ويدعو الدول الأعضاء والمؤسسات والأفراد إلى دعم الجهود التي تبذلها هيئة الأوقاف لتمويل صيانة هذا التراث وترميمه،
6- ويدعو المدير العام إلى أنْ يواصل ضمان التطبيق الصارم لقرارات اليونسكو المتعلّقة بصون التراث الثقافي للقدس ما دامت المدينة تحت الاحتلال،
7- ويقرّر إدراج هذه المسألة في جدول أعمال دورته الخامسة والعشرين، بُغْيَة اتخاذ القرارات التي يقتضيها الوضع وقت انعقاد تلك الدورة.

تبنّى المؤتمر هذا القرار، في جلسته العام رقم 37، كالآتي:
مع القرار: 83.
ضدّ القرار: 1.
امتناع: 8.








شجب التغييرات "الإسرائيلية" للمواقع الثقافية والتاريخية في القدس،
والدعوة إلى تقديم الدعم المالي للأوقاف الإسلامية

إنّ المؤتمر العام،
إذْ يذكّر باتفاقية وبروتوكول لاهاي لسنة 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلح،
ويذكّر بأنّ الاحتلال العسكري "الإسرائيلي" والوضع الراهن لمدينة القدس ينطوِيان على تهديدٍ لسلامة تلك المدينة المقدسة ولرسالتها الجوهرية، علماً بأنّ جانبًا من ممتلكاتها الثقافية قد عانى بالفعل من الأضرار والتغييرات،
ويؤكّد من جديد على الدور الفريد الذي تؤدّيه مدينة القدس في تاريخ الإنسانية، وبالتالي على ضرورة التعجيل باتخاذ كافة التدابير المناسبة من أجل صون طابعها الثقافي وتجانسها وقيمتها العالمية التي لا بديل لها،
ويُلاحَظ أنّ المجلس التنفيذي كان قد دعا المدير العام في قراره 130م ت/5.4.1 -بالنظر إلى تنوّع جوانب الممتلكات الثقافية للقدس- إلى أنْ يوفِد إلى القدس بعثة من ممثّليه الشخصيّين، مؤلّفة على أساس مشترك بين التخصّصات، حتى يغطّي تقريرها أيضاً شتى الجوانب الأثرية والفنية والاجتماعية والثقافية المرتبطة بمشكلة صون المواقع، منظوراً إليها في مجملها،
وقد بحث تقرير المدير العام بشأن هذه المسألة (25م/14)،
وإذْ يلاحظ بعميق الأسف وبالغ القلق أنّ "إسرائيل" لم تستجبْ حتى اليوم لطلب المدير العام بأنْ يوفِد إلى القدس بعثة من ممثليه تنفيذًا لقرارات اليونسكو،

1- يذكّر ويؤكّد من جديدٍ ما سبق أنْ اعتمده من قراراتٍ ترمي إلى كفالة وصون جميع القيم الروحية والثقافية والتاريخية وغيرها التي ترمُز لها هذه المدينة المقدسة،
2- ويشجب بقوةٍ استمرار تعرّض التراث الثقافي لمدينة القدس وموقعها التاريخي والتقليديّ لتغييرات ناجمة عن الاحتلال "الإسرائيلي"،
3- ويرى أنّ أعمال الاعتداء والتدمير والتغيير التي يعاني منها التراث الثقافي للقدس، الذي اعتمدت اليونسكو بشأن حمايته والحفاظ عليه قرارات عديدة، من شأنها أنْ تسيء إلى الذاكرة الجماعية للشعوب، لا سيّما شعوب المنطقة، فيما يتعلّق بتاريخها وحضارتها،
4- ويشكر المدير العام على ما بذله من جهودٍ في سبيل تنفيذ قرارات اليونسكو ويدعوه إلى مواصلة مساعيه لهذه الغاية ما دام الاحتلال "الإسرائيلي" قائماً؛
5- ويدعو أيضاً المدير العام إلى تكليف ممثّله الشخصي الأستاذ لومير بتقديم تقريرٍ عن حالة التراث الثقافي والديني للقدس في مجموعه، وعن الاحتياجات التي ينبغي تلبيتها من أجل صون هذا التراث وترميمه؛
6- ويكرّر من جديدٍ وبإلحاحٍ النداء الموجّه إلى الدول الأعضاء وإلى المؤسسات والأفراد من أجل إنقاذ التراث الإسلامي الثقافي والديني الذي يندرج في عداد الوقف وتستوجب حالته دعم الجهود المالية والتقنية التي تبذلها الأوقاف الإسلامية في سبيل صيانته وترميمه،
7- ويقرّر إدراج هذه المسألة في جدول أعمال دورته السادسة والعشرين من أجل اتخاذ القرار الذي يقتضيه الموقف آنذاك.


تبنّى المؤتمر هذا القرار، في جلسته العامة رقم 32، كالآتي:
مع القرار: 91.
ضد القرار: 1.
امتناع: 1.







شجب التغييرات في القدس، ولا سيّما تلك التي تهدّد الأبنية التاريخية والدينية

إنّ المؤتمر العام،
إذْ يذكّر باتفاقية وبروتوكول لاهاي لسنة 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلح،
وقد درس تقرير المدير العام بشأن هذه المسألة (26م/14)،
وإذْ يلاحظ ببالغ القلق استمرار تعرّض التراث الثقافي والموقع التاريخي لمدينة القدس المحتلة منذ عام 1967 لتغييرات من جراء الاحتلال "الإسرائيلي"،
ويلاحظ بعميق الأسف أنْ "إسرائيل" لم تستجبْ حتى اليوم لطلب المدير العام بأنْ يوفِد إلى القدس بعثة متعدّدة الاختصاصات من ممثّليه الشخصيّين،

1- يؤكّد من جديدٍ جميع قراراته السابقة كما اعتمدها،
2- ويشجب بشدّة عدم تطبيق تدابير الصون ذاتها بالطريقة نفسها على المقابر اليهودية والمسيحية والإسلامية أثناء الاضطلاع بأعمال تهيئة الطرق وأعمال البناء والحفائر، ويطالب بأنْ تُحتَرم سكينة المقبرة الإسلامية الواقعة إلى جانب السور الشرقي للمدينة القديمة والمهدّدة اليوم بمشروع توسيع وإعادة تنظيم طريقٍ للمشاة،
3- ويشجب بشدّة أيّ مشروعٍ لحفر نفقٍ جديدٍ تحت الحيّ الإسلامي بجوار الحرم الشريف، ويطلب من "إسرائيل"، وهي السلطة المحتلة، أنْ تمنع تنفيذ مشروعات مثل مشروع النفق هذا الذي يهدّد عددًا كبيرًا من الأبنية التاريخية الهامة والمباني التقليدية ذات القيمة المعمارية الكبيرة،
4- ويشجب بشدّة مواصلة أعمال التغيير والتعديل والتشويه والتحويل في الطابع الديموغرافي والبيئي للمدينة المقدسة المحتلة، وهي أعمال تنطوي على إخلال نهائيّ بتوازنٍ هذا الموقع، الذي يُعَدّ أيضاً من أجمل المناظر الحضرية في العالم،
5- ويشجب الصورة ذات الطابع الديني اليهودي المنافية للحقيقة التاريخية والأثرية التي قُدِّمت بها، وفقاً لما جاء في تقرير المدير العام، آثارٌ تنتمي إلى التراث الروماني و المسيحيّ العربي، ولا سيما الآثار الواقعة تحت الأرض والتي كُشِف عنها بمناسبة حفر النفق المحاذي للسور الغربي للحرم الشريف،
6- ويشكر المدير العام على ما بذله من جهود في سبيل تنفيذ قرارات اليونسكو، ويدعوه إلى مواصلة مساعيه لهذه الغاية ما دام الاحتلال "الإسرائيلي" قائماً،
7- ويدعو أيضاً المدير العام إلى تكليف ممثّله الشخصي، الأستاذ لومير، بتقدير تقرير إليه عن حالة التراث الثقافي لمدينة القدس في مجموعه، بما في ذلك التراث المنقول وتراث المتاحف والمحفوظات والتراث الفني وغيره، وعن الاحتياجات التي ينبغي تلبيتها من أجل صون هذا التراث،
8- ويدعو سلطات الأوقاف الإسلامية في القدس إلى تشكيل مجلسٍ مؤلّف من شخصيات علميّة مشهود لها بالكفاءة على الصعيد الدولي في هذا المجال لتقديم المشورة فيما يتعلّق بالأعمال الواجب تنفيذها لترميم الآثار الإسلامية الكبرى لمدينة القدس، وعلى الأخصّ قبة الصخرة؛
9- ويقرّر إدراج هذه المسألة في جدول أعمال دورته السابعة والعشرين من أجل اتخاذ القرار الذي يقتضيه الموقف آنذاك.


تبنّى المؤتمر هذا القرار، في جلسته العامة رقم 26، كالآتي:
مع القرار: 71.
ضدّ القرار:1.
امتناع: 12.