Friday, 18 March 2011

بيانٌ من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الخطر الذي يتهدّد الأقصى

المصدر: أ.د. محمد سليم العوَّا(*)- 8/4/2005- موقع إسلام أون لاين:

الحمد لله القائل في محكم كتابه:

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} صدق الله العظيم [الإسراء:1]،

والصلاة والسلام على رسول الله القائل:

«لا تُشَدُ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى» [متفق عليه]،
وبعد،
فإنّ الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين ينبّه الأمة إلى الخطر الداهم الذي يواجهه المسجد الأقصى المبارك بتهديد العصابات الصهيونية المتطرفة بمهاجمته يوم الأحد الموافق 1 ربيع الأول 1426هـ=10/4/2005م. في جماعاتٍ دعوا إلى أنْ يكون عددها 100 ألف صهيونيّ متطرّف، لاحتلاله بالصلاة فيه، تمهيداً لما يبيّتون له من نوايا سيئة تنتهي في زعمهم بهدمه وإقامة هيكلهم المكذوب على أنقاضه.

وقد تلقّى الاتحاد البيان الذي أصدرته الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس حول هذا الموضوع، وهو يؤكّد ما دَعَتْ إليه هذه المؤسسات في بيانها من ضرورة حماية الأقصى الشريف من هذه المؤامرة الصهيونية الجديدة، وأنّ هذه الحماية واجب الحكومات والشعوب والجمعيات والمؤسسات الإسلامية والإنسانية كافة؛ فقداسة الأقصى بالنسبة للمسلمين تجعل له قيمة إنسانية لا تُنْكَر توجِب على ذوي الضمائر الحية والنفوس الأبية في العالم كلّه منع العدوان عليه والتعرّض له بسوء.

إنّ المساس بالمسجد الأقصى سيكون هو الشرارة التي تُشعِل النار في العالم الإسلامي كلّه غضباً لأولى القبلتين وثالث المسجدين المعظمين، ومنتهى الإسراء ومبتدأ المعراج بخاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، وسيصبح فرض عين على كلّ مسلمٍ أنْ يهُبّ ليبذل النفس والنفيس فداءً للمسجد الأقصى ودفاعاً عنه.

ويهيب الاتحاد بعلماء الأمة ودعاتها ومفكّريها ومثقّفيها في كلّ مكان أنْ يقوموا بواجبهم في تنبيه الأمة إلى هذا الخطر المحدق بالمسجد الأقصى، وهذه المحاولات الدائبة للعدوان عليه، وأنْ يعملوا على تعبئة قوى الأمة لتقِفَ صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في مواجهة المؤامرة الصهيونية ضدّ المسجد الأقصى.

وإنّ هذا الواجب يقَع أيضاً على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية وعلى العاملين فيها كافة؛ وهو واجب العرب جميعاً مسلميهم ومسيحيّيهم، على تنوّع اتجاهاتهم السياسية والفكرية؛ لأنّ القدس بمقدّساتها الإسلامية والمسيحية مدينة عربية عريقة مهدّدة بالزوال، وهو واجب المسلمين جميعاً عربهم وعجمهم حيثما كانوا، وهو واجب الأحرار الشرفاء في العالم كلّه شرقه وغربه.

والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة إلى الوقوف بجانب الحق العربي الإسلامي في القدس الشريف والمسجد الأقصى والحيلولة دون وقوع هذا الانتهاك الخطير لحرمته وقدسيته.

وإنّ العالم الإسلامي ليتطلّع إلى مناصرة شعوب العالم أجمع لحقّ المسلمين في المحافظة على هذا الصرح الديني التاريخي سليماً مصوناً ليؤدي فيه أهل الإسلام شعائرهم، على نحو ما يقف العلماء المسلمون مناصرين لكلّ أهل دين أو عقيدة في المحافظة على مقدساتهم ومشاعرهم. وإنّ ترك هذا العدوان يمضي في طريقه الذي خطّطته له الصهيونية المحلية والعالمية يفجّر العنف غير المنضبط في كلّ مكان في العالم انتقاماً لانتهاك المقدسات الإسلامية وغضباً لها. وعندئذ فلا يلومَنّ أحدٌ إلا نفسه.

وإنّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليؤيّد بكلّ ما يملك من قدرة حقّ أهل فلسطين المسلمين في الدفاع عن المسجد الأقصى الشريف وحمايته مما يتهدّده من عدوانٍ صهيونيّ آثم ومقاومة هذا العدوان بالقوة بوسائلها كافة؛ ويدعو الاتحاد الأمة الإسلامية جمعاء إلى اتخاذ المواقف المناسبة تعبيراً عن دعمهم للحقّ الإسلامي في صيانة هذا الصرح المقدّس.

والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون،
والحمد لله رب العالمين.



(*) الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

No comments:

Post a Comment

شارك برايك