Saturday, 26 March 2011

البعد الأكاديمي والمعرفي لبيت المقدس: التعريف بأركان الحقل المعرفي الجديد في العالم العربي

تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور/ صالح علي باصرة –وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية–، عُقِد في رحاب جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء/ الجمهورية اليمنية في 20 نوفمبر 2007؛ المؤتمر الأكاديمي الدولي الأول للدراسات الاجتماعية والإنسانية- البعد الأكاديمي والمعرفي لبيت المقدس: التعريف بأركان الحقل المعرفي الجديد في العالم العربي- والذي نظّمه مركز البحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالجمهورية اليمنية، ومركز دراسات بيت المقدس بمعهد آل مكتوم بجامعة أبردين بالمملكة المتحدة، وحضره عددٌ من السفراء العرب وممثليهم، وعددٌ من رؤساء الجامعات اليمنية، وعدد من العلماء والأكاديميين والباحثين من المملكة المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية العربية السورية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين، وجمع غفير من العلماء والأكاديميين والباحثين والطلاب والطالبات من داخل الجمهورية اليمنية والذين اكتظت بهم قاعة المؤتمر.

وهذا المؤتمر المشترك عن الجانب الأكاديمي والمعرفي لبيت المقدس في عاصمة الجمهورية اليمنية (صنعاء) هو الأول من نوعه في المنطقة العربية، بل إنّ مناقشة البعد الأكاديمي المعرفي لبيت المقدس كان الأول الذي يُطرَح خارج أوروبا من حيث الطرح الأكاديميّ البعيد عن التوجّهات السياسية والحزبية. كما أنّه يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية الجديدة لهذا لحقل المعرفي الجديد وأولوياتها، والمتمثّلة في "نقل" الحقل المعرفي لدراسات بيت المقدس إلى العالم العربي. وهدف المؤتمر كان تحقيق الرسالة المزدوجة للحقل المعرفي الجديد في المساهمة في تحقيق الوعي الحضاري الملتزم وبناء سقفٍ معرفي وتأصيل عمل أكاديمي مميز عن بيت المقدس، وتشجيع البحث العلمي وتهيئة واحتضان الطاقات البحثية العربية والمسلمة والعالمية المختصة والمهتمة ببيت المقدس ومساعدتها في إطلاق إمكاناتها. وتثبيتاً لأركان "المرجعية الأكاديمية المعرفية الحضارية الجديدة لبيت المقدس" التي تمكّن مؤسس الحقل المعرفي الجديد وطلبته من تأسيسها في السنوات الثلاث عشر الماضية (1994–2007) من خلال جملةٍ من النشاطات والفعاليات الأكاديمية المتميزة، وضمن برنامج عمله المتكامل عن بيت المقدس، وفي إطار التعريف بهذا الحقل المعرفي الجديد في المنطقة العربية، ولنشر المعرفة عن بيت المقدس في المنطقة العربية.

فمن المؤسف أنّ العرب والمسلمين على الرغم من حبّهم للمسجد الأقصى ولبيت المقدس، فإنّ حبهم هذا هو حب عاطفيّ تنقصه المنهجية في البحث والتمحيص وغير مبنيّ على منظومة معرفية متكاملة. ولا شكّ أنّنا –في القرن الواحد والعشرين- قد وصلنا إلى درجة التخمة من دغدغة العواطف والانحياز العاطفي، والانتصار بالانفعال والإثارة، أو البكاء على الأطلال، أو الإدانة والرفض الشامل المتشنج بالخطب الحماسية. ومن المؤسف -كذلك- أنّه لا توجد جامعة عربية أو مسلمة تدرّس هذا الحقل المعرفي الذي يُعرَف في العالم الغربي بدراسات بيت المقدس "Islamic Jerusalem Studies" والذي تُمنَح فيه درجتا الماجستير والدكتوراه من جامعة أبردين العريقة في المملكة المتحدة، أو حتى تطرحه مساقاً يتيماً يُدرّس في الجامعات العربية والمسلمة لطلبة البكالوريوس على الرغم من نصّ بيان دندي الذي صدر في ختام الندوة الدولية الأولى للدراسات الإسلامية، التي نظّمتها رابطة الجامعات الإسلامية ومعهد آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية في دندي في 18 مارس 2004م على أنْ "تعزّز رابطة الجامعات الإسلامية بشكلٍ عمليّ تطوير الحقل المعرفي الجديد لـ"دراسات بيت المقدس" ليكون مساقاً إجبارياً في مناهج كل الجامعات الإسلامية".

وفي الجلسة الختامية التي خصّصت للنقاش العام، أجمع المؤتمر على الدعوة التي أطلقها البروفيسور/ عبد الفتاح محمد العويسي (المقدسي) –مؤسّس الحقل المعرفي الجديد لدراسات بيت المقدس– في حفل الافتتاح الرسمي لمركز البحوث الاجتماعية والإنسانية -الذي سبق الجلسة الأولى للمؤتمر– والتي توجّه بها إلى "فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح –رئيس الجمهورية اليمنية– صاحب المواقف القومية والإسلامية المشرفة، وفي مقدمتها قضية بيت المقدس –مركز قوة العرب والمسلمين وعزتهم– لإصدار توجيهاته الكريمة –ومن خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية- بتدريس مساق دراسات بيت المقدس كمساقٍ إجباريّ على جميع طلبة وطالبات الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة". كما خرج المؤتمر بتوصية واحدة تتمحور في الآتي:

1. توجيه توصية إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية بالحاجة الماسة إلى طرح مساق دراسات بيت المقدس كمساقٍ إجباريّ على جميع طلبة وطالبات الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة.
2. توجيه توصية إلى اتحاد الجامعات العربية بالحاجة الماسة إلى طرح مساق دراسات بيت المقدس كمساق إجباري على جميع طلبة وطالبات الجامعات في الوطن العربي.

كما دعا المؤتمر إلى الاستفادة من الكتب الأكاديمية المعرفية التي أنتجها الفريق البحثي لهذا الحقل المعرفي الجديد، وبشكلٍ خاص الكتاب الهام والمميز "تقديم بيت المقدس" للمؤرخ العربي الفلسطيني البروفيسور/ عبد الفتاح العويسي (المقدسي) الذي كتبه بداية باللغة الإنجليزية ونشره الناشر الأكاديمي لمعهد آل مكتوم في بريطانيا عام 2005، ثم تُرجِم إلى اللغة العربية ونشرته دار الفكر العربي بالقاهرة عام 2006، وترجم –كذلك– إلى اللغة الفرنسية والماليزية وسيتمّ نشرهما في عام 2008، كأحد الكتب الرئيسة في تدريس هذا المساق المشار إليه.

صنعاء-الجمهورية اليمنية
20 نوفمبر 2007م

No comments:

Post a Comment

شارك برايك